اليوم
السابع
الإحرام من مسجد الشجرة
المقدمة:
بعد
أن ودعنا يوماً آخرَ من أيام رحلة الحج لعام 1445ه؛ ها نحن نستقبل يوماً جديداً
ليكون شاهداً علينا فيما نفعل ونقول، فبعد أداء صلاة الصبح وقراءة دعاء الصباح
المروي عن أمير المؤمنين (u) الذي يبدأ بـ (اللهم يا مَنْ دلع لسان
الصباح بنطق تبَلُّجه، وسَرَّح قِطعَ الليل المظلم بغياهِب تلَجْلُجه، وأتقن صُنع
الفلك الدوّار في مقادير تبرّجه، وشَعشَع ضياء الشمس بنور تأجّجِه...)، تحدثنا عن
موعد الرحيل هذا اليوم والتوجّه نحو مكة المكرمة، ومن ثم سرنا نحو الطابق المخصص
للمطعم وكانت وجبة الفطور تشتمل على بيض وقشطة وصمون كهربائي مع حبات من الزيتون
الأسود والأخضر.
وكعادتنا
كل صباح إذ نتوجه نحو مقبرة البقيع ونقرأ الزيارة ونسلم على السادة والقادة الذين
ضمت أجسادهم الطاهرة فيها وقد عرفناهم في الرحلة الماضية، دخلنا المكان المحاصر
بالأسيجة العالية والأبواب المغلقة إلا باباً واحداً وعليه فوج من القوات الخاصة
ذات الملابس الخاكية المرقطة، فعند ساعات الصباح الأولى بالخصوص يوجد هؤلاء بكثرة،
وهم ينادون: لا تقف يا حاج، امشي يا زائر، تحرك يا سيد، وأثناء المسير سألني أحد
الحاضرين وقد تبين فيما بعد أنه من أهل اليمن: (هل يوجد مكان معلوم لأحد الصحابة
هنا؟) قلنا له: لا يوجد. فقال: (زي حمزة)،
فأجبناه: حمزة في مكان خلف جبلٍ يبعد عن المدينة ستة كيلومترات معروف بجبل أحد هو
والشهداء السبعون الذين استشهدوا معه.
ومن
ثم قال: (والخلفاء أبو بكر وعمر وعلي وعثمان؟) قلنا له: الأول والثاني أبو بكر
وعمر جنب الرسول في الحضرة، وعلي في العراق بالنجف، وعثمان هنا في نهاية البقيع.
وهذا لا يعطي الأفضلية لمن دفن جنب النبي ولا لمن دفن في البقيع، ولك أن تتخيل أنّ
جمهوراً عربياً واسعاً على هذه الشاكلة لا يعرف أين مكان وموضع دفن الخليفة الرابع
كما يزعمون.
رحنا
نتابع السير حتى وصلنا إلى باب الخروج ونحن بين الحسير والكسير المتألم والذاكر
المتفكر والمتأمل الحيران، وهو يرى أن الأئمة الأربعة في ظُلامة وقبور مهدمة ولا
يستطيع أن يسلم عليهم أحد ويقرأ عندهم الزيارة والصلاة!
توجهنا إلى المسجد النبوي في اخر زيارة:
بعدها
توجهنا إلى المسجد النبوي ودخلنا على الحبيب المصطفى في أول الساعات، فزُرنا
وسلمنا عليه ودعونا للأهل والأصحاب بالحفظ والرعاية من الكيد والحسد، وفي أثناء
وجودنا قرب المنبر سألني أحدهم – ويبدو من لهجته أنه مصري – قائلاً: (ده هو المكان
اللي يقولوا عنه الروضة بين المنبر والقبر ولّا في مكان تاني)؟ قلت له: نعم، هو
المكان الذي قال عنه الرسول بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة. وأكملت سيري حتى
حملتني أرجلي خارج الروضة ومن أمام القبر الشريف.
وعند
الخروج أوقفني أحدهم وقال (بدّي مساعدة، في مقطع صورته وأريد أرسله عبر الواتساب
إلى أم الأولاد) فقلت له: تأمر، أخذت الجوال منه ورحت أبحث عن المقطع، وفي هذه
الأثناء قال: من أي البلدان أنت؟ قلت له: من العراق، قال: (أهل العلم والعلماء،
عندكم أبو حنيفة النعمان وعبد القادر الكيلاني)، ثمّ توجّه لي بالسؤال: (أنت من
السادة الأشراف أهل البيت؟) فقلت له: نعم، فقال: (وأنا أيضاً من السادة الحسينيين
الأشراف من المغرب العربي)، وبعد إرسال المقطع إلى (أم لوط) زوجته، أخرج العطر
وعطّرنا وذهب.
أنهينا
الزيارة والدعاء والصلاة وتوجهنا مرةً أخرى إلى بقيع الغرقد وكانت آخر زيارة إلى
هذا الموضع المظلوم وهي زيارة الحسير الكسير المودع بالزفرات والدموع، الذي سيفارق
هذه الأرض التي أفاضت علينا بالخير والعطاء.
وبعد
أن عدنا إلى الفندق أُخبرنا أن موعد نزول الحقائب عند الساعة الثامنة والنصف
صباحاً والاستعداد للتوجه إلى مكان الميقات الذي سيكون مقر الإحرام والشروع بعمرة
التمتع من حجّة الإسلام، وهو أول الخطوات التي يجب القيام بها، وسيكون ميقاتنا من
أبيار علي (مسجد الشجرة)([1]).
وبعد ترتيب الحقائب وإنزالها أمام أبواب الفندق عدنا إلى النوم وأخذنا قسطاً من
الراحة.
حضور صلاة الجمعة جماعة:
ومع
حلول الساعة الحادية عشر والنصف صباحاً اغتسلنا غسل الجمعة وتوجهنا إلى الحرم
النبوي لحضور صلاة الجمعة خلف الإمام العام، للاطلاع على الآلية والكيفية والمضمون
وماذا سيقول الخطيب لهذا اليوم؟
وصلنا
الحرم فلم نجد مكاناً لكثرة الحشود والوفود والقطوعات التي وجدت فيه، فتركني من
كان يرافقني ورجع إلى الفندق، أما أنا فأصررت على الجلوس تحت إحدى المظلات التي
نُصبت في باحة المسجد الخارجية، وكان يجلس إلى يميني رجل ذو ملامح هندية، وإلى
شمالي آخر ذو ملامح باكستانية، وأغلبهم من شرق آسيا وأفريقيا إلا أنا الذي قد أكون
الوحيد بينهم عربياً من العراق.
وأثناء
قدومنا قال لي من كان يرافقني: (كيف لهؤلاء معرفة خطبة صلاة الجمعة والخطيب عربي
وهم عجم؟)، فقلت له: لا تهم المعرفة، المهم الحضور والصلاة في المسجد، وهنا سجلنا
حالة غريبة أثارت انتباهنا، إذ يبدو أن هؤلاء المُصلين كأنهم مكلفون بمهمة الحضور
والمشاركة في الصلاة فقط ومن ثم الرجوع إلى محل إقامتهم، وينتهي دورهم، أي أن
وجودهم تكثير سواد لا غير، فتراهم يطلعون مع وقت الصلاة ويختفون بعدها.
وهنا
صاح المؤذن: (الله أكبر) وأنا أكتب هذه الأسطر في باحة المسجد النبوي من يوم
الجمعة، ليبدأ الخطيب بالحمد والثناء والصلاة على النبي وآله وأصحابه، ثمّ عرج على
التقوى، والعمل الصالح والاستفادة من أيام الحج والعمرة. وبعدها قال: (أيها الحجاج
والزوار؛ هنيئاً لكم هذه الزيارة لمكة والمدينة، إذ تخشى القلوب فيها وينال العباد
المغانم والأرباح، ولا بد أن تُشدَّ الرحالُ إلى ثلاثة مساجد ومنهم المسجد الحرام
والمسجد النبوي، فاغتموا هذه النفحات). وهنا سمعت منه عبارة "متفق
عليه"؛ أي أنّ هذا الحديث النبويّ متفق عليه بين الفريقين شيعةً وسنةً، ثمّ
أكمل قائلاً: (وعليكم أن تنزهوا الحرمين الشريفين وتعطروا المكان وتتركوا الجدال
والنقاش ولا تجعلوا الحج للخصومات والمهاترات والمشاحنات).
وعلينا
أن ندرك أهمية الحج (فكم من حاج وهو يؤدي ذلك ولا يدري ما يؤدي من ذلك، فإذا شرعتم
بالحج فاكتموا واتقوا فلا جدل ولا فسوق في الحج، فمن أراد أن يكون قرب الحجر
الأسود فلا يزاحم عليه الحجاج والزوار)، وبينما كنت أسمعه كنت أقول في سرِّي: نحن
نتقرّب إلى الله بهؤلاء ولا نتّخذ من هؤلاء شركاً وإنما كل الأمور بيد الله الواحد
الأحد فهو المُوجِد والمُحرِّك لكل شيء.
وفي
الخطبة الثانية قال: (أيها المسلمون؛ لقد حَظِيَ الحرمان الشريفان بالرعاية
والاهتمام من قبل الدولة، ولأجل أمن الحجيج وسلامتهم فقد اقتضى الأمر تحديد عدد
الحجاج، فلا حج بلا تصريح، فاتركوا الحج المُخالف، وأي حج تريدون وأنتم تخالفون
التعاليم والأنظمة).
وهنا
رفع الحضور - الذين لا يدرون ماذا يقول الخطيب - أيديهم يرددون مع الإمام وهو يدعو
للبلد بالحفظ والسلامة، وأن يُتَقَبَّلَ من الحجاج حجُّهُم ونسكُهُم، ومن ثم قال:
(اللهم انصر إخواننا في فلسطين، وكررها مرتين)، إذ تتعرض غزة منذ شهور إلى حرب
طاحنة وإبادة جماعية من قبل إسرائيل الظالمة.
وبعدها
رحت أبحث عن مكان في أروقة المسجد النبوي واسع المساحة والزوايا حتى راحت
أرجلي تحثّ الخطى نحو الروضة الشريفة من الخارج وجلستُ هناك وأديت صلاتي الظهر
والعصر، وصلاة الزيارة ومن طلب مني أن أصلي بالإنابة عنه.
إنها
آخر لحظات قد أكون فيها هنا عند هذا المكان المعظّم والمشهد المكرّم وأنا أتنفس
عبق الحبيب محمد (ص)، وكم تمنيت أن تطول تلك اللحظات وأبقى في الروضة أدعو وأناجي
ربي عند حبيبه لساعات وأيام.
والله
إنها لساعات في هجران الدنيا والسفر في عالم الحب والعشق الإلهي والراحة النفسية
والإيمانية التي تُحلّقُ فيها الروح عالياً في سماء الذكر والعرفان والإيمان. ومن
ثم جاءني اتصال من أخي قائلاً: (تعال للتهيؤ والاستعداد للرحيل).
قلت:
لماذا لا أستغل هذه الدقائق وأودع رسول الله (ص) عن قرب، فدخلت إلى الروضة مع
الحشود الكثيفة ورحت أكبّر وأصلي عليه وقلبي يخفق مع تلك النبضات المعروفة حتى
وجدت نفسي في نهاية الممر عند باب البقيع بعد أن دخلت من باب السلام وقد رأيت
الأسود والأبيض والغربي والأعجمي قد غاص في أعماق الذكر والتوسل وطلب المراد.
من أبيار علي مسجد الشجرة:
ومن
ثم حانت ساعة الرحيل، فتوجهنا نحو الميقات للإحرام من مسجد الشجرة، ومنه ستكون
الرحلة الإيمانية، نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وبعد أن
اكتمل العدد وركب الجميع تحركت الحافلة نحو ذلك المكان المهم.
وهنا
قرأ علينا المرشد زيارة التوديع الأخيرة لرسونا الحبيب ومنها: (أستَودِعُكَ اللهَ
وَأستَرعِيكَ وَأقرَأُ عَلَيكَ السَّلامُ آمَنتُ بِاللهِ وَبِما جِئتَ بِهِ
وَدَلَلتَ عَلَيهِ، اللهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِنّي لزيارة قَبرِ
نَبِيِّكَ).
وبعد
دقائق وصلنا إلى مدينة الحجاج التي خُصّصت لتنظيم شؤون وحركة الوفود التي قدمت إلى
المدينة المنورة كي لا يكون هناك نوع من العشوائية، فالنظام فوق الجميع قولاً
وفعلاً وهو من يسيّر كل تلك الحشود التي تدخل وتخرج من المدينة.
ثمّ
نزل المتعهد ومعه السائق كي يرتّبا الأمر حتى نخرج بسلاسة وسهولة بالحصول على
التصريح الصحيح الذي يسمح لنا بعبور المحطات التي وجدت في الطريق، لأن هناك مسافة
كبيرة بين المدينة ومكة تقارب (450) كيلو متراً.
ها
نحن نسير بخطى مستقيمة نحو الميقات الذي يبعد عن المدينة المنورة ستة كيلومترات
تقريباً، وصلنا وإذا به مسجد كبير جداً يسع ما لا خطر على قلب بشر، في منطقة يقال
لها أبيار علي لوجود مجموعة من الآبار فيها. ولهذا المسجد أسماء أخرى([2])
منها مسجد الإحرام، مسجد ذي الحليفة، مسجد الشجرة، والميقات([3])،
وقد أحرم منه الرسول عندما كان قاصداً الحج في ذلك الموسم الذي حج فيه.
اللون الأبيض قد غطى الميقات:
رحنا
نستطلع المكان الذي احتشدت فيه القوافل القادمة من شتى بقاع العالم، ومن ثم شرعنا
بالغسل ولبس الإحرام؛ ذلك الثوب الذي يرمز إلى التجرد من لباس الدنيا والرجوع إلى
من نقصدهُ بقلب أبيض، كون قطعة القماش التي نستر بها الجسد تتكون من الإزار
والرداء فقط، وخلع كل الأقنعة والانتماءات التي تغطي جسدك، والأغلال والأحقاد التي
تسكن قلبك، لأنك في ضيافة الله عز وجل، وعندما تبتدئ بالغسل تنوي غسل الإحرام، إذ
ترى على امتداد الأفق طوفان اللون الأبيض قد غطى الميقات، وذابت واختفت ألوان
الدنيا وسادت ألوان الآخرة أو يوم الحشر والحساب، فلا أحد يعرف أحداً ويميزه إلا
من صوته واسمه الذي تعرفنا عليه فيما سبق.
فكانت
لحظات خالية من أي متعلق، مجردة من كل ما يخص ذلك الثوب الدنيوي الذي خِيط،
لِتُقبل على الرب وأنت صافي القلب طيب النية متحلٍ بالأخلاق العالية، ومن ثم تُصلي
صلاة التحية وصلاة الإحرام وصلاة من كانوا السبب في وجودنا بهذه الحياة الدنيا
وبهذا المكان (أبي وأمي).
حتى
جاء دور التلبية؛ ذلك النداء الذي يهز جدران المسجد وأنت ترى وتسمع الحجيج تُلبّي
بصوت واحد في أول رحلتها نحو الواحد الأحد، والتلبية هي أن تقول: "لبيك اللهم
لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنَّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك".
لبيك
ذا المعارج لبيك، لبيك خالق الخلق باسط الرزق لبيك، لبيك إلهي وسيدي لبيك، لبيك ها
هو عبدك الفقير المسكين بين يديك يدعوك ويتوسل إليك لبيك.
فهي
كما يقول صاحب كتاب "فقه الأخلاق": الجواب الحقيقي لنداء الله عز وجلّ
حين دعانا إليه بقوله: )فَفِرُّوا
إِلَى اللَّهِ(،
ووعدنا بأن يجعلنا بمنزلة ضيوفه وأحبابه. ولذا نقول فيها: لبيك اللهم لبيك. وهي
إجابة النداء لا محالة. وكما أن العبد قد يجيب ربه، فكذلك يجيب الرب عبده. وهو
قوله تعالى: )ادْعُونِي
أَسْتَجِبْ لَكُمْ(. وقول الشاعر عن الحديث القدسي: لبيك عبدي
أنت في كنفي([4]).
وهنا ملاحظة مهمة:
لبس ثوب الإحرام واجب على الرجال، ولا
يجب على النساء، بل يمكن للمرأة أن تُحرِم في ثيابها الاعتيادية، وبعد أن ترتدي
الإحرام وجب عليك أن تمتنع عن المحرمات، وهي أكثر من أربعة وعشرين أمراً.
تخيل وأنت لابس الإحرام يُحرم عليك النظر في المرآة،
يعني لا يمكن لك أن ترى وجهك أو تُمشط شعرك، وأيضاً يُحرم عليك أن تحك رأسك، وأن
تقتل حشرة أو تسحق جرادة عمداً، وإذا رأيت مثلاً قملة على جسمك فلا ترمها على
الأرض، بل عليك أن تحملها من مكان إلى آخر، وإذا فلعت ذلك وجب عليك أن تُكفر بقبضة
من الطحين أو بتلبية أو بشاة.
وفي بعض الأحيان كان يغلب علي النسيان؛ فأذهب إلى المرآة،
وإذا بأحدهم يصيح بي: ماذا تعمل يا (عبد)، لا يجوز لك أن تفعل ذلك، فلا بد من
الحرص الشديد على تجنب هذه التروك كي لا تقع في المحذور، فعند لبس ثوب الإحرام
عليك أن تحترم نفسك أولاً وأن تحترم هذه السلوكيات كي تصل إلى أعلى الدرجات
والكمالات.
بالإضافة إلى ذلك يجب عليك أن لا تضع الهاتف على أذنك
مباشرةٍ، إذ يُعدّ ذلك ستراً للرأس، وإنّ إحدى مُحرَّمات الإحرام ستر الرأس
للرجال، والأذن كما نعلم جزء من الرأس، ولهذا عند ورود مكالمة هاتفية عليك أن
تستخدم سماعة الاذن (الهيدفون) ([5]) أو تفتح الحاكية أو تبعده عن منطقة الأذن.
بعدها توجهنا إلى الحافلة وقد انشغل الأفراد بالتلبية
على طول الطريق مع النظر إلى المواقع والشخوص والمعالم التي وُجِدت على الطريق،
وهنا من يُقلد المرجع السيد محمد الصدر(قدس) صار عليه دفع كفارة التظليل([6])، لأنّ التظليل عند السيد الصدر يسري نهاراً وليلاً، ولا
بد أن تُدفع عن ذلك كفارة شاة.
بهذه الطريقة، نودع اليوم السابع من رحلتنا إلى الديار
المقدسة. وقد كُتبت هذه الرسالة على طريق المدينة المنورة، بعد أن قاربت الساعة
الواحدة بعد منتصف الليل، في لحظة تحمل في طياتها عبق الإيمان ونسيم الذكريات. فكل
يوم يمر هو صفحة جديدة في كتاب الرحلة، مليئة بالأحداث والتجارب التي تشكل مسيرة
الإيمان، وتجعلنا نقترب أكثر من خالقنا وسيدنا ومولانا.
وقفة مع اله الشر، للمؤلف محمد رسول.
([1]) مسجد
الشجرة: أحد المواقيت الذي نزل فيه رسول الله (ص) وبُني في موضع الشجرة التي كانت
هناك مسجداً، وهذا ميقات أهل المدينة ومَن مرّ عليها.
([2])
ويسمى بالمعرس: والتعريس هو نومة المسافر بعد انطلاقه ليلاً، فإذا
كان وقتُ السَّحر نام نومة خفيفة، ثم تابع مسيره. وكان رسول الله (ص) يعرس فيه ثم يرحل لغزوة أو لغيرها.
([3])
الميقات: الأماكن التي يجب الإحرام منها للحج. ونقصد بها المواقيت الرئيسة، كلها
خارج الحرم المكي.
إرسال تعليق