على حافة الرحيل... عبد الإله الشبيبي

وقفة مع نشأة الأمم...

 

المقدمة: 

اليوم سنتحدث عن موضوع مهم جداً وكثيراً ما يُطرح من قبل العديد من الاصدقاء الا وهو عوامل نشوة الامم التي ساعدة في بروز هذه الامم وكما نعلم ان لنشأة الامم اهمية في وجود الامة على اختلاف الآراء والمواقف في تكوينها ووجودها، وقد اعطيت تصورات عن تلك العوامل والتي عدها المفكرون والباحثون بانها رئيسة في المجال ذاته، وقد قسمت على عوامل موضوعية واخرى ذاتية وهي كما يأتي:

أ_ العوامل الموضوعية:

 وتشير الى كل ما له علاقه بمعطيات حقيقيه ويمكن ادراكها. ولنشأة الامم عوامل واقعية كالاتي:

اولاً: عامل الدين: 

اعتمد هذا العامل في نشأة الامة على الارادة الإلهية، واعتمد ما جاء في الكُتب المقدسة وبان تلك المقولات الدينية قد جاءت في الكُتب الدينية، مثال ذلك الامة اليهودية التي اعتمدت ما جاء في العهد القديم بأنهم شعب الله المختار وانهم ورثة الارض المقدسة ارض الميعاد. ومن الامم التي تعتمد الدين عاملاً في تكوينها الامة الاسلامية ايضاً، فهو من أهم الروابط التي تربط ابناء الامة. ويولد نوعاً من الوحدة في شعور الافراد ويثير نفوسهم العواطف. 

 نظرية الخلود بين الحقيقة والخيال 

ثانياً: عامل العرق: 

وحسب هذا العامل يعود تكوين الامة عبر الاجيال الى سلف واحد مشترك او اكثر، وتقوم هذه الامم على التحدر من اصل مشترك، ويتم الحفاظ عليه عن طريق التناسل ضمن الزمرة الواحدة. فهو بمثابة علامة بارزة عززت الهوية العرقية والتي بدورها حددت الامة. مثال على ذلك الامة الكورية فهم ينتمون الى امة موحدة ودولة متجانسة. 

 

ثالثاً: عامل اللغة: 

هناك اراء عديده بشان اللغة في نشوء الامم ويعدون اللغة المشتركة هي الصفة الجوهرية في الامة، وانها رابطة قوية لأي جماعة بشرية، ورأي اخرى يعد ان اللغة هي الموطن الحقيقي، وانها تعبير عن الشخصية القومية والقوة العقلية والروحية، وانها تميز كل مجموعه عن مجموعه اخرى، لأنها احد عوامل نمو الشخصية الفردية والجماعية، وتؤكد ان لكل مجموعه خصائصها المميزة، وتعبر عن استقلاليتها بوصفها التعبير الأسمى، مثال على ذلك عدت أيرلندا من المادة الأولى في الدستور اللغة الايرلندية التي لا يتحدث بها الا قطاع صغير من السكان... فهي اهم رابطة تربط أبناء الأمة الواحدة فهي واسطة التفاهم بين الأفراد ورمز استقلاليته الأمة، والأمم تبقى حبة بحياة لغتها.

 العلاج السحري للنوم والارق 

رابعاً: عامل التاريخ: 

يمثل هذا العامل شعور الامة وذاكرتها وتشعر الامة بذاتها وشخصيتها من خلال التاريخ، ويقصد ليس التاريخ المدون بين صفائح الكتب، بل التاريخ الحي في النفوس والشائع بالأذهان والمستولي على التقاليد، ويولد تقارباً في العواطف والنزعات وتؤدي الى تماثل في ذكريات المفاخر السالفة او ذكريات المصائب الماضية، الى التشابة في اماني النهوض وامال المستقبل، لذا فالذكريات التاريخية تقرب النفوس وهي نوع من القرابة المعنوية تكون اشد من القرابة المادية تأثيراً، ويعد هذا العامل اصلي في نشوء الامة ويعد امتلاك المرء لماضي وايضاً لمساحة ممتدة من الارض وان كانت محدودة بحدود يعد مفتاح لنشوء الامة. 

 

خامساَ: عامل الاقليم: 

وتعد رقعة جغرافية واسعة وتتميز بخصائص محدده ولها فاعليتها الخاصة التي تمارس في اطار علاقات الانسان بالأرض، وتعدها بعض الآراء انها الاساس الاول الذي يكون الامة، ويعد راي اخر ان الاقليم هو البلد القومي الذي ترتبط به الامة ارتباطاً وثيقاً، بحكم التقاليد القديمة بحيث تعده وطنها، وهو جزء لا يتجزأ من كيانها، فلا يمكن تصور امة من دون منطقة محدودة يزداد او ينقص سكانها وتتوغل جذورها مادياً وروحياً ويتداخل الجو التربة ينتج بناء اجتماعي معين يخلق سمات قومية لأفراد تلك الامة، وعلى أثر ذلك تشكل ما يعرف اليوم بإقليم الهلال الخصيب والذي يضم العراق وبلاد الشام وغيره من الإقليم الأخرى. 

 

سادساً: عامل الإرادة: 

تؤدي الإرادة والمشيئة عاملاً حاسماً في تكوين الامة، كأرادة الجماعات ان يبقوا متحدين، وارادتهم بتكوين امة ذات شخصية واستقلال، لان الامة هم مجموع الافراد الذين ارادوا ان يعيشوا حياة معشرية متضامنين متحدين ومؤلفين دولتهم المستقلة، مثال ذلك الكرد على الرغم من عدم تكوين دولتهم القومية المستقلة الا ان اصرارهم في تكوينها واضح. 

 مع كتاب جلسات نفسية

ب_ العامل الذاتي: 

ويشير الى المشاعر والآراء الشخصية فيما يتعلق بنشأة الامة ويتمثل هذا العامل ايضاً في وعي الافراد بان لهم شخصيتهم المتميزة التي تدفعهم الى التعبير التنظيمي عن ذلك الانتماء لتحقق اكبر قدر من الاهداف ذات التأثير في حياتهم. وكان هذا العامل نتيجة تطور المستوى السياسي للظاهرة القومية في اوروبا اولا ثم لتتجه صوب الامم الاخرى عندما ادركت تميزها عن باقي الامم، فاخذ الافراد بوعيهم بصفتهم القومية (الوعي القومي)، بمعنى حس الانتساب لمجموعة معينة وعادة ما تسمى الوطنية وهي ما تعرف بحب الفرد لبلده. ويعني الحس السليم للهوية القومية وكان ذلك الوعي هو الخطوة الاولى لنشأة الامة. لذا فهناك من يرى القومية كرابطة ما بين ابناء الامة وهو الاحساس بالتاريخ والمصير المشترك والانتماء الواعي للجماعة او الأرض، وان ظهور هذا الأمر جاء مقترناً بعصر النهضة. عندما بدأت تدريجياً الروح الوطنية والحس القومي وتجلي الفكر العقلاني وحركة التنوير، مُستل من إحدى الدراسات الجامعية، بتصرف.

مع خوارق اللاشعور