اللصوص النبلاء!...
المقدمة:
هل تعلم أن الصعلوك عروة بن الورد، عاش في الجاهلية وكان محارباً غازياً نبيلاً، ليس لصاً كما يزعمون فماكان عروة يسرق لنفسه ولعياله ولا يخطط للمستقبل، لم يعرف سيارة المايباخ مرسيديس ولا خالطت دمه الفودكا او الشمبانيا ولم تهتز امام ناظريه ارداف راقصة شرقية او مغنية بوب امريكية، لم يذق طعم البيتزا او المفطح ولا عهد له بالكرة الذهبية او جوائز الاوسكار ولم يشاهد في حياته انجلينا جولي او استوديوهات هوليوود ولم يدرك عصر محمد (ص) لا يعرف فلسفة كانط ولا حتمية مارِكْس او فلسفة جون ديوي.
كان منظمة اغاثة:
عاش في بني عبس وكان الرجل (منظمة اغاثة) قبل ظهور الهلال والصليب الاحمر الدولي، عيب عروة انه كان يسلب الاغنياء اموالهم ليطعم بها الفقراء والمرضى والمخلفين في الديار حتى اذا شفي المريض منهم اشركه في غزاته وقسم له نصيبه مما جناه وربما عاد العاجز الى ذويه غنياً ثرياً، عروة هذا رجل لا نظير له في مروءته في عهدنا الراهن.
هل هناك سرقة نبيلة وسرقة غير نبيلة؟.
ولو سرق السادة الاجلاء العباقرة الكرام لصوص الوطن لغاية مثل غاية عروة لاستحقوا جائزة عروة بن الورد للسرقة النبيلة! ولم لاتكون السرقة نبل؟ وسرقة بيضاء؟ مثل الكذب النبيل والكذبة البيضاء؟! وكذلك القتل الرحيم رغم انه ازهاق للنفس! الاسماء في بلادي على غير مسمياتها.
تبحث عن هدفك:
فعليك ان تبحث عن هدفك خارج الاسماء، عليك ان تجزم الا نزاهة في مؤسسات النزاهة ولا حرية في اي عنوان للحرية ولا كرامة لمواطن في اي هتاف ملحق بالكرامة اما الصدق فحدث ولا حرج! كاننا امة تتكلم بالمجاز وتتحاور بالتورية!.
ضجت مواقع التواصل وضج الاعلام بفضيحة بيضاء اماط عنها اللثام يوم ابيض واعلن عن سرقة مبلغ خرافي!
هل هي حقاً فضيحة؟!
لا ابداً فالفضائح في العراق تشبه تماما فضائح المومس اذا ظهرت عارية في لاس فيغاس! اي فضيحة هذه اذا كانت حياة هذا المخلوق كلها فضيحة؟!
شخصيا لم يصدمني الخبر لانه ببساطة عمل يومي ممنهج ووظيفة يؤديها القائمون عليها بنزاهة واخلاص ودقة!
ولن يصدمني الخبر اللاحق الذي اظن بنسبة كبيرة ان الخبر الاول هدفه التغطية عليه!.
لماذا لم يصدمني الخبر؟!
لان اللصوصية منصب سيادي وله حصانة قانونية واللص في العراق ملاك رحيم يسرق خزائن البلاد لاطعام الراقصين والراقصات واعادتهم الى المجتمع السوي ولا يسرق لاجل السرقة فقط انما (اسرقككم كي لا تسرقوني)!
وبعد اليس عروة بن الورد سابقاً لعصره؟!
اليس عروة بن الورد (مؤمناً تقياً نقياً ورعاً زاهداً شحيحاً باموال الفقراء والمعوزين)؟!.
اليس عروة بن الورد مؤمناً بمعني الايمان اذا ما قيس الى كفر وزندقة (المؤتمنون على ثروات الشعب)؟! كتبها الشيخ صادق الحسناوي.

إرسال تعليق