أخوة ميلوني ..
المقدمة:
بعد فوز رئيسة الحكومة البريطانية ، إمرأة أخرى ستصبح رئيسة للحكومة الايطالية إسمها جورجيا ميلوني وهي أول إمرأة ستشغل هذا المنصب في تاريخ بلادها بعد نجاح حزبها ( أخوة إيطاليا)، والفرق مابين الديمقراطيات كبير فهناك يعرف الناخب الاوربي بالضبط ماهي برامجهم وتوجهاتهم التي لاتتغير ، ولا مجال أن يكون المرشح يمينياً قبل (القاط) والسلطة ويسارياً بعد (القاط) والسلطة أو بالعكس ، وتعرف الناس كم يملك قبل دخوله عش السلطة وأين كان يعمل وماهو تحصيله الدراسي وحتى معرفة شعر رأسه إن كان حقيقياً أم مستعاراً ؟
عرفت ميلوني:
ولذلك عرّفت ميلوني الايطاليين بنفسها بأنها عملت بائعة خضار في سوق شعبية ومربية أطفال وساقية في حانة ، ولأن العيشة صعبة فقد اعجبتهم قصة هذه ( الكادودة) ،وربما لم يمكنها وضعها المعيشي من الحصول على شهادة دراسية لكنها تزعم حصولها على شهادة جامعية في اللغات ، وهي بذلك ليست وحيدة زمانها وديمقراطيتنا زاخرة بسياسيين ونواب من ( اخوة ميلوني)،
نشطت ميلوني:
وقد نشطت ميلوني اجتماعياً وسياسياً بسرعة البرق واحتلت مقعداً في البرلمان ثم وزيرة شباب بعمر 31،سنة ، غير أن المثير في توجهاتها أنها تدعو إلى أن تأخذ المرأة مقعدها في البرلمان (بذراعها ) وليس بذراع الكوتا ، واللافت عند إعلان نتائج الانتخابات هو استعجال أحد الأحزاب الخاسرة بإعلان هزيمته بكل فخر وأنه ذاهب إلى المعارضة بلا تردد ولا تهديدات ولا تغريدات ، وفي الديمقراطية الايطالية نجد الكثير من الدروس والعبر ولا نستلهمها نحن الذين قضينا العمر نتحدث عن ضرورة استلهام الدروس والعبر ، وحتى ميلوني نفسها لايمكن أن تحافظ على نجوميتها الحالية عندما تجلس على كرسي السلطة ،
سيطالب الإيطاليون:
وقريباً سيطالب الايطاليون بإستقالتها حين تتخلى عن مواقف اليمين المتشدد وتتجه نحو الوسط تارةً ونحو اليسار تارةً اخرى لمقتضيات مايسمى بالمصلحة العامة وحين تتخلى عن متبنيات الشابة المعارضة المتحمسة أمام استحقاقات السلطة وهمومها ومغرياتها ، وما كانت تستنكره ستجده مقبولاً عندما تختلف لديها زاوية الرؤية ، ولذلك طالما يقول السياسي العراقي أن الرؤية لم تكن واضحة لديه ولو عادت به الأيام لفعل كذا ولم يفعل كذا ،
في نادي الرؤساء:
وقد تقول ميلوني بعد دخولها نادي الرؤساء لو كنت أدري لبقيت بائعة خضار في الأسواق الشعبية قريبة من أنفاس الفقراء الطيبين أو مربية أطفال رقيقة القلب او تعود ساقية في الحانة حيث الناس سكارى وهي الصاحية الوحيدة التي دخلت الحانة لتعيش لا لتسكر ، لكنها ستسكر وتتغير حين تشرب من كأس السلطة حتى الثمالة ، وستصحو على اصوات المطالبين برغيف الخبز وتقول ماقالته ملكة فرنسا ماري انطوانيت (إاذا لايوجد خبز للفقراء فدعوهم يأكلون الكعك) ، وقريباً تصبحين ماري انطوانيت روما يا ميلوني . كتبها: عبدالهادي مهودر.
إرسال تعليق