U3F1ZWV6ZTM3NDI4MTc4MTgxNzE1X0ZyZWUyMzYxMjkzMTI0MzgyNg==

شكل كوكبنا قديماً...

 شكل كوكبنا ...


المقدمة: 

هذا هو شكل كوكبكم ياسادة قبل 360 مليون سنه تقريباً، كان عبارة عن قارة واحدة اسمها البانجيا، تسبح وحدها وسط الماء العظيم، وكان بامكانك ان تذرع هذه القارة على الاقدام ذهاباً واياباً، فلا بحار ولا محيطات بين الاراضي اليابسة ان فكرت بالسفر والترحال.  


عندكم ساحل جميل:

وذلك هو العراق، يلوح لكم من بعيد ويخبركم انه كان يطل على البحر العظيم، لو كنتم موجودين في حينها لكان عندكم ساحل جميل تتسكعون عليه، وربما مركز للتبادل التجاري المهم، كل الجيران الموجودين اليوم كانوا بذات الاماكن التي عليها الان الا ايران كانت بعيدة، وعلى ما يبدو أن هنالك قدر جيولوجي في هذه الحدود التكتونية، فتشاهدون قطعة صغيرة باللون البني تلتصق بالعراق، هي الان ارض الاهواز التي حينما تتحدث مع سكانها تشعر وكأنك تتحدث مع شخص من اهل العمارة.


حدث شي عظيم:

ولكن حدث شيء عظيم قبل 200 مليون سنة فرضته علينا القوى الديناميكية، حدثٌ ادى الى تشظي هذه القارة وتمزقها الى سبع قطع صغيرة، لقد تمزقت بفعل تيارات الحمل الداخلية التي صارت اشبه بمحركات جبارة لعجلات دفع عظيمة، تدفع القطع الصغيرة اما تباعدا او تقارب.


اوراسيا:

 حصتنا نحن العراقيين كانت التقارب، والتقارب باللغة الجيولوجية يعني الكارثة، نعم ياسادة، اقتربت منا قطعة اسمها اوراسيا، التفت حول نفسها أولا وكأنها تستعد، ثم تقدمت وانطلقت نحونا بسرعة، ونحن كعراقيين وكقادة للأراضي العربية كما تشاهدون في الصورة لابد ان تصدى، فنحن من يجب علينا ان نتحمل قضايا الامة ونحن دوما من يدفع الضريبة، تقدمنا نحوها ايضاً، لكن تقدمنا كان بطيئ، وكأننا نفكر ونحاول، لكن المحاولة كانت فاشلة.


نتيجة التصادم:

والتفكير لم يعد له قيمة، فقد اقتربت منا قارة اوراسيا تتقدمها الأرض الايرانية على شكل اخدود اكثر واكثر حتى حدث التصادم بيننا، نتيجة التصادم هو موت اطنان هائلة من الصخور، حيث طحنت وفرمت وهرست ثم ذابت، ولم نكتف بهذا العدد الهائل من القتلى وبهذا المشهد الجحيمي، بل تحدينا بعضنا اكثر حتى ملت الارض منا وصرخت ورفعت جزءاً كبيراً منها نحو الاعلى لتصنع بيننا ردم على شكل سلسلة جبلية اسمها سلسلة جبال زاكروس، الشاهد الوحيد على الملحمة الجيولوجية العظيمة التي حدثت قبل اكثر من 200 مليون سنة. كتبها علي رمثان.



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة