الإخوة الكلاب، درس من قيصر روما ..
المقدمة:
يروي الراحل السيد هاني فحص (طاب ثراه) قصة واقعية وطريفة عن امبراطور روما الذي اقترح عليه مستشاروه مباغتة المسلمين والسيطرة على بقاعهم بعدما دب الصراع بينهم واصبحوا شيعا وجماعات بعد قتل الامويين للحسين عليه السلام ومن ثم هلاك يزيد لعنه الله، لم ينبس قيصر روما ببنت شفة واطلق كلاب هراش اعدها للهوه واخذ يتفرج ويستمتع بهراشها مع بعضها وبعدما انهكها التعب اطلق ذئبا عليها فاتحدت كلها وهاجمت الذئب !
نظرات القيصر:
التفت القيصر الى مستشاريه وسالهم ان كانوا فهموا جوابه !
قال لهم : ان صراع المسلمين فيما بينهم مثل صراع كلاب الهراش هذه فإذا كانت روما هي الذئب الذي سيهاجمهم فإنها ستتسبب في طي خلافاتهم واتحادهم ضدها ، دعوهم يستنزفون قواهم ويقتلون بعضهم فإذا انهكتهم الحرب كان لنا رأي آخر !
بين الحزبين:
كان حديث السيد هاني فحص إبان الحرب الاهلية في لبنان والتي اندلع في سياقها قتال بين حـ...زب الله وحركة امل بين الحقبة 1988_1990ويومها جمع قادة من الطرفين وقال لهم : ايها الاخوة الكلاب !! دعونا نصغ لصوت العقل، كان الشيخ صبحي الطفيلي وقتها هو الامين العام لحـ...زب الله والسيد نبيه بري هو الامين العام لحركة امل ، خلف القتال آلافا من الضحايا والمعاقين وانتهى في 1990بعد توقيع اتفاق الطائف بين الطوائف اللبنانية !
تقاطع وتناحر:
قادتني هذه الى ما يشهده العراق من تقاطع حاد وتناحر لفظي بين قواه السياسية سيما الشيعية منها ، تناحر ومناكفات محبطة للمتابع وتزرع اليأس في نفوس الشعب وكل حزب بمالديهم فرحون ولايبالون بما يجري في العالم حولهم ، لم يشعروا بالخطر وهم يشاهدون تسليم امريكا دولة افغانستان لحركة طـ...البان وتساقط مدنها كاحجار الدومينو امام طـ...البان من قندهار الى مزار شريف لتوظيف طـ...البان في مواجهة النفوذ الروسي الصيني في اواسط آسيا تماما مثلما وظفت وحلفائها العرب ماكان يعرف ب(الافغان العرب) او (مجاهدو الحرية) كما يسميهم الاعلام حينئذ لمواجهة الاتحاد السوڤيتي السابق بعد احتلاله لافغانستان والتي تحولت فيما بعد الى مفقس للتنظيمات التكـ...فيرية والطائفية وهاهي اليوم بعد اربعين عاما تعود تحت هيمنة طـ...البان مرة اخرى لان السياسة الاميريكية تقتضي ذلك !
من يلم الشمل:
من ينجح بلم شمل القوى المتناحرة وايقاف حدة الخلاف قبل ان يستفحل ويتحول العراق الى ساحة لصراع _كلاب الهراش _(والامثال تضرب ولاتقاس) تقرر بعدها اميريكا قلب الطاولة على الاعداء والاصدقاء وتمضي قدما في سحق الوطن ومن عليه حفاظا على مصالحها ونفوذها !؟ من ينجح في ذلك ؟ومن يصغ لصوت العقل !؟ كتبها الشيخ صادق الحسناوي.
إرسال تعليق