مارثون الأمل
تيري فوكس:
ولد تيري فوكس في وينيبيغ، توفي في نيو ويستمينيستر، كولومبيا البريطانية، عن عمر يناهز 23 عاماً، بسبب ساركوما عظمية. أسس تيري فوكس مارثون أطلق عليه اسم "مارثون الأمل"، وهدفه جمع الأموال لأبحاث علاج مرض السرطان، فقام بالجري على قدم واحدة سليمة عبر أنحاء كندا، وبعد وفاته استمر المارثون بمشاركة الكثير من العدائين من مختلف دول العالم.
إصابته بمرض سرطان العظام:
اكتشف تيري فوكس إصابته بمرض السرطان عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، أوضح التشخيص إصابته بسرطان العظام وهو نوع سريع الانتشار في الجسم، وغالبا ما يصيب الساقين والذراعين وقد ينتشر ليصل إلى الرئتين أو المخ أو الكبد. وبعد المرارة والحسرة التي تجرعها بعدما عرف هذه الحقيقة، فقد كان أمام خيارين إما اليأس وانتظار الموت أو اكتشاف شيء له مغزى يحيا لأجله وقد أخذ الخيار الثاني، كان معنى إصابته هذا النوع من السرطان أنه سيفقد ساقه، وحين كان مستلقيا على سريره بالمستشفى، كان يحلم بالجري عبر أنحاء كندا، في هذا اليوم قطع على نفسه عهدا بأنه سيحول حلمه إلى حقيقة، وعندها بدأت رؤيته تتبلور وتتخذ شكلا محددها.
ماراثون الأمل:
لقد نجح في إيجاد غاية حقيقية من خلال تكريس حياته من أجل الصراع ضد السرطان، وقد رسم هدف الجري بساق واحدة تحت مسمى ماراثون الأمل، والذي كان يأمل منه جمع مليون دولار تخصص فقط لأبحاث السرطان، ولسوف تدهش عزيزي القارئ حين تعلم أن إجمالي المبلغ الذي جمعه كان ٦.٢٤ مليون دولار.
الكشف عن ساقه الصناعية:
لقد اكتشف الشاب تيري فوكس غاية عظيمة أعانته ودفعته للأمام جسديا وذهنيا كل يوم، إن سمو غايته وقوها قد دفعا به إلى مستويات أعلى من الأداء، فعلى الرغم من أنه لم يكن لديه إلا ساق واحدة سليمة، فقد كان هناك قدم صناعية متصلة بساقه الأخرى مما مكنه من الجري، كانت حركته أشبه بالحجل، وهو ما خلق الإحساس بأنه يقوم بالتحميل على أصابعه في كل خطوة، ارتدى تيري بنطلونا قصيرها أثناء الجري وقد أدى هذا بالطبع إلى الكشف عن ساقه الصناعية وجعل البعض يشعر بعدم الارتياح.
فلماذا أخفيها؟.
وقد كان رد تيري على ذلك: (هذه هي حقيقتي كاملة، فلماذا أخفيها؟) وقد بدأ الماراثون في الثاني عشر من إبريل عام ألف وتسعمائة وثمانين وكان يقطع يوميها ستة وعشرين ميلاً تقريبا لتبلغ المسافة التي قطعها في النهاية ثلاثة آلاف وثلاثمائة وتسعة وثلاثين ميلا في مائة وثلاثة وأربعين يوما فقط، عمل فذ وإنجاز مذهل ومن خلال ما قام به استطاع أن يزرع الأمل في نفوس آلاف الأشخاص في جميع أنحاء العالم. ما الذي أصنعه بحياتي؟.
قد يدفعك هذا أن تتساءل: (ما الذي أصنعه بحياتي؟ ما قيمة الأعمال التي أؤديها؟ ما الأثر الذي سأتركه ورائي بعدما تحين ساعتي؟ كلها أسئلة مهمة؟ فإن كنت معافى في بدنك... يائسا في أعماقك! فقد حان الأوان أن تتساءل؟ كيف أنظر للعالم هذا التشاؤم وأنا أتمتع بأغلى هبة وهي الصحة!وأظنك ربما ستصاب أيضا بالخجل من نفسك حين تتأمل قصة تيري ذو الساق الواحدة.. ونفسه المفعمة بالأمل!.
إرسال تعليق