لماذا يتزوج الانسان؟
لماذا يتزوج الانسان؟
لماذا يتزوج الانسان، ولماذا ينجب الاولاد، ويكون الاسرة، ويبني الدور ويؤثثها باحسن الاثاث، ويحاول جلب اكبر مقدار من المال من أجلها؟.
يقول فرويد: ان كل ذلك من اجل الغريزة الجنسية واندفاعاً إلى اشباعها.
ويقول كارل ماركس: انه من اجل الاقتصاد، ومن أجل تأثير هذا العامل الكبير.
واقول: انه من حب الذات.
فانه من الغريب ان يكون الزواج امراً ناشئاً عن الاقتصاد. كما انه من الغريب ان يكون جلب المال امراً ناشئاً عن الغريزة الجنسية كما هو واضح. كما انه من الغريب ان يكون بناء الدور مثلاً، وتأثيثها بأجمل الاثاث، ناشئاً من اي منهما، الا ان كل ذلك ناشئ من حب الذات، بشكل طبيعي وواضح.
الميل الغريزي:
فباعتبار ما يجده الجنسان في نفسيهما من الميل نحو بعضهما البعض، ذلك الميل الغريزي الاولي الذي يؤدّ لاشباع بأي طريق كان، والانسان يعلم ضمناً ان الاشباع غير المنظم خلاف القانون وخلاف التعليم الدينية وخلاف الاخلاق والاعراف الاجتماعية عادةً، ومن ثم فهو يتجنبه مندفعاً من حب ذاته، وذلك تحاشياً للاضرار التي قد يقع فيها من جراء مخالفته، بالاضافه الى انه لن ينال منها ما يناله من الزواج، وتنظيم حياته واسرته وانجاب الاطفال وغير ذلك من فضائل الحياة الزوجية التي لا تنام بالاشباع السائب كما هو واضح.
الابتعاد عن الأعراض السائب:
ومن ثم يميل الفرد الى الاعراض عن الاشباع السائب، وتكوين الحياة الزوجية اشباعاً لغريزته الجنسية من ناحية وميلاً إلى ما في الزواج من مصالح تعود على الذات بالخير في النهاية، مما لا يمكن توفرها بدون الزواج.
مفضلاً اشباع غريزته:
ومن ثم يتزوج مفضلاً اشباع غريزته على الراحة التي كان عليها قبل زواجه، ومفضلاً التعب الذي سوف يلاقيه والمسؤولية التي سوف يتحملها على ذلك التعب الجنسي الذي كان لدي قبل زواجه.
تنظيم الحياة:
وبعد ان يتزوج الفرد، يكون عليه مسؤولية ادارة الاسرة وحمايتها، سواء من قبل الرجل بما في وظيفته، او من قبل المرأة بما هي وظيفتها، حسب التقاليد والقوانين. ومن ثم نجد الرجل والمرأة يتعاونان تعاوناً مشتركاً لأجل الوصول الى تنظيم حياتهما وراحة نفسيهما اندفاعاً من حبهما لذاتهما.
انجاب الاطفال:
وهما ايضاً يودّان انجاب الاطفال، وذلك لمبررات عديدة، فان الاطفال يغيرون الجوّ الحياتي الانسان وينشرون فيه المرح والسرور عادة، كما انهم يخدمون الابوين بعد شيبهما ويلمون شعثهما بعد تفرقه، بعد ان كانا قد ربياهم وتعبا عليهم، وهم ايضاً يكونون للفرد بعده حياة ثانية له، يذكرونه بالخير ويتبادلون مع الحب والاخلاص، وهو في عالمه الاخر، ولربما يكون منهم من هو شهير وعظيم _ بشكل من الاشكال _ فينسب اليه ويقال ان هذا الشهير هو ابن فلان، وذلك ايضاً نصر عظيم للأب.
تربية الاطفال والتعب عليهم:
فلهذه المبررات ولما قد يجده الفرد من مبررات اخرى في ذهنه، يندفع اندفاعاً تلقائياً من اجل حب ذاته الى تربيته الاطفال والتعب عليهم، تكون هذه التربية من الاهمية في نظره بمكان، بحيث تستحق في نظره كل تعبٍ واجهاد، وكل صرف مالٍ وبذل وقتٍ وجهد. مُستل من كتاب حب الذات وتأثيره في السلوك الانساني، ص232.
إرسال تعليق