الأُسس النفسية والعصبية للإعتقاد بالله.
المقدمة:
صدر حديثاً هذا الكتاب وهو من تأليف: مايكل بيرسنجر، ترجمة: عقيل فاضل، الناشر: دار أبكالو.
في هذا الكتاب سيتم تطبيق مبادئ العلم ووظائف الدماغ لفهم مشكلة الإله.
بعد المقدمة التي ستناقش المخاطر العديدة للتجارب الإلهية وردة فعل الناس باختلاف أديانهم على هذا الكتاب سيتضح أمام القارئ الهدف الأول من هذه الدراسة، حيث سيتمكن من التنبؤ بشروط ومحتوى الادعاءات والتقارير الإلهية.
مناقشة الفصول:
سنناقش في الفصل الثاني والثالث الموضوع من جانب بيولوجي, وسيكون استنتاجنا الرئيسي هو أن التجارب الإلهية هي نتاج العقل البشري، فعندما يتم تحفيز أجزاء معينة من الدماغ تُستحضر التجارب الإلهية مشحونة بصور من الماضي التعليمي للفرد, فيبدو أنها ظهرت مع الجنس البشري كوسيلة للتعامل مع القدرة المتعاظمة لتوقع الأحداث المشؤومة.
الفص الصدغي:
نحن نتوقع أن التجارب الإلهية مرتبطة بالاختلالات الكهربائية العابرة في الفص الصدغي temporal lobe في دماغ الإنسان. هذه الكهربائية العابرة في الفص الصدغي هي تغيرات طبيعية تزداد عند النضج وعند الوقوع في المعضلات اوعند الحزن والتعب وفي العديد من الحالات الفسيولوجية الأخرى. تمنح الكهرباء العابرة في الفص الصدغي الفرد الشعور بالمعنى والعمق والقناعة.
التجربة الإلهية:
يعكس عنصر معين من السلوكيات الخاصة الذي يطلق عليه الناس «التجربة الإلهية» أجزاء الفص الصدغي المشاركة في هذا السلوك بالإضافة إلى الماضي التعليمي للفرد. بالرغم من هيمنة الصور الغنية بالفروقات الشخصية لكن التجارب الإلهية تحتوي أيضاً موضوعات مشتركة كالمعرفة والتفكير القسري والهمسات الداخلية والالفة والاحساس بالارتقاء، وفي حالات شديدة قد يرافق التجربة الإلهية اضطرابات في الشخصية ونوبات صرع وهلوسات.
الدليل الملموس:
إن الدليل الملموس على التجربة الإلهية يعتمد على إيمان كل شخص بتفرده. تبعات هذا الاستنتاج سيتم تلخيصها في الفصل الرابع. وبسبب قوة الدوافع الأنانية والتي نحن جميعا معرضون لها، يميل الناس للاعتقاد بأن التجارب الخاصة مقاييس صحيحة لفئات معينة من الظواهر، لاسيما التجارب الإلهية.
الفصل الخامس:
يتناول التناقضات المفاهيمية الموجودة في التجارب الشخصية. طالما أن ضعف البراهين الشخصية يمكن عزله عن العالم الواقعي والتمحيص العام فإن المؤمن يمكن أن يوجد. هذا العزل يتم أحياناً عن طريق التعديلات العرضية في الذاكرة وعن طريق ميل الناس لتعلم السلوكيات الدينية في حالات خاصة. ويتم دعمها أيضاً عن طريق البحث عن مجموعات اقران peer group لها أنظمة معتقدات مماثلة.
الفصل السادس:
إن أسس توقع وجود الإله يقع في الأنماط الأولى من تكيفات الطفولة. فخلال هذه المرحلة عندما يكون كل واحد منا معتمدا كلياً على الأبوين تنشأ علاقة بين العجز التام واستدعاء المنبهات الإلهية للمساعدة. هذا المفهوم يتكامل في هذه المرحلة والطريقة التي يتم من خلالها اكتساب هذا التوقع سنناقشها في الفصل السادس.
الفصل السابع:
الجزء الأكبر من الكتاب سيكون من نصيب الفصل السابع، سأحلل في هذا الفصل دور اللغة في نشوء ونمو قلق الموت في قلوب الأفراد. اللغة وبعض النظم الرمزية المتعلقة بها هي السبب الرئيسي الذي يدفعنا إلى توقع مماتنا قبل زمن طويل من حدوثه. باستخدام تآلفات مناسبة من الكلمات ذات الطابع الإلهي، وجد الناس من مختلف الثقافات العزاء والسلوى مع هذا المصير المحتم.
كل الحجج الدينية تستند على التلاعب بالكلمات وتنزع إلى البساطة وإلى استخدام مفاهيم مشحونة عاطفياً تدفع الفرد للإيمان بأن ما يشعر به هو شعور مميز. الوسيلة التي من خلالها اندمج السلوك الديني مع النسيج الاجتماعي سنناقشه في الفصل الثامن. بالرغم من أن البراهين المنطقية قد تختلف من دين إلى آخر، إلا أن تطبيقها لفرط الدهشة متشابهة.
خصائص الشخصية:
خصائص الشخصية الدينية ستُناقش في الفصل التاسع بعض الأشخاص معرضون لخوض عدة تجارب دينية بينما البعض الآخر قد يخوضها مرة أو مرتين في حياته. هل يقع الصنف الثاني ضمن خانة الأفراد المواظبين على الذهاب إلى دور العبادة؟ هل الفئة الأولى عرضة لإظهار طبيعة مرضية عندما يتم تحويلها إلى سبب؟ التفكير الخطر للشخصية الدينية وطريقة اعتراضها على القرارات السياسية المعقدة سيتم شرحها بالتفصيل أيضاً في هذا الفصل.
الامكانيات الجوهرية :
الفصل الأخير يقارن بين الإمكانيات الجوهرية السلبية والإيجابية للتجربة الإلهية. إن كانت التجربة الإلهية لها جذور ضاربة في عمق الدماغ البشري، فهل توجد محفزات معينة تستطيع إبطالها؟ نحن نعلم أن بعض الأحداث الاجتماعية تشعل حالات من الهوس الجماعي, هل هناك أحداث طبيعية يمكن افتعالها بنفس الطريقة؟ إذا كانت التجربة الإلهية هي نمط كهربائي معين، فهل يمكن استخدام التكنولوجيا المتقدمة للسيطرة على البشر؟.
هل هناك جوانب معينة من الشخصية الإنسانية خاضعة تماماً لسيطرة المنبهات الأبوية؟
هناك أيضاً إمكانيات مبشرة. واحدة من أكثر الاكتشافات الواعدة والاستثنائية في الطب الحديث تتضمن تأثير علاجي لبعض الإجراءات والطقوس التي تسهم في التجربة الإلهية. هل هناك جوانب معينة من الشخصية الإنسانية خاضعة تماماً لسيطرة المنبهات الأبوية؟ هل يمكن تعميمها على الإيمان بالإله واستخدامها للتخفيف من الأمراض الجسدية؟.
الخاتمة:
هذا الكتاب هو خلاصة دراسة سريرية وأكاديمية. المعلومات عن تاريخ الأشخاص تم جمعها من مقابلات أجريت معهم قبل أو أثناء أو بعد فترات أزماتهم الشخصية. فهم الاستنتاجات العصبية النفسية تستند الى تجارب أعدت في بادئ الأمر لتوضيح الأسس العصبية للظواهر الخارقة. بسرعة كبيرة بدأ الأمر يتضح وتم اختبار العديد من الظواهر العقلية الشائعة.
بعض الاستنتاجات الموجودة في الكتاب ستدهشكم أحياناً كما أدهشتني. لا أنوي إحراج أي أثنية أو ديانة ففرضيتي الأساسية هي إذا كان أمر ما صحيحا، فلن تستطيع أي قوة تغييره.
إرسال تعليق