U3F1ZWV6ZTM3NDI4MTc4MTgxNzE1X0ZyZWUyMzYxMjkzMTI0MzgyNg==

الخوف والقيود الوهمية

 الخوف والقيود الوهمية...


المقدمة:

الخوف هو قلق عصبي لا يخضع للعقل، ويساور المرء بصورة جامحة، من حيث كونه رهبه في النفس شاذة عن المألوف تصعب السيطرة عليها والتحكم بها، وتنشأ عادة من تجارب سابقة غير سارة مترسبة في ما وراء الشعور او انه يتولد من صدمات نفسية عنيفة... ان هذا الخوف المفرط يؤثر تأثيراً مباشراً على عقل الفرد وجسده فيشل تفكيره وينهك جسده، ولعل هذا هو مكمن الخطورة.


 الخوف شبح مزيف:

غالباً ما يمنع الانسان عن الاقدام على عمل، الشعور بالخوف النابع عن الهالة التي يتصورها حول هذا الشيء.

فمن يتصور ان الظلام هو مرتع للوحوش المفترسة، ووكر للصوص وهدف للشياطين والجن، لا يتجرأ على السير في الظلام.

ومن يتصور انه لو دخل البحر يسبح فسوف تفترسة الاسماك، وتبتلعه الامواج، فانه لن يتعلم السباحة.


اذا خفت أمراً:

ان هذه التصورات هي التي تمنع الانسان من الاقدام، يقول الامام علي عليه السلام: "اذا خفت امراً فقع فيه" وتقع في هذا الذي تخشاه، لانك لو فعلت ستنسف كافة التصورات السابقة وترى انها مزيفة وانه شعور وهمي.

لذلك فانه خير طريقة لتعلم السباحة، هي ان تلقي بنفسك في الماء، وبذلك سوف تكتشف ان ما قيل لك عن البحر وخطورته ولا شيء، ومن ثم يزول عنك الخوف.


الاب والام وما يزرعانه:

ان الذي يخاف الخروج في الليل وحده، سيجد أن أباه أو امه كانا يحذرانه من الظلام والليل ويسطران له الاخطار الوهمية (الجن، والصوص) وقد يصل التهديد في التربية لدرجة ان لا يجرؤ الفرد على الكلام بحضور والده، او لا يقوى على الحراك بحور والدته. ويتمادى الاباء والامهات الى حد استخدام اسلوب التخويف الكاذب، حيث يزرعون فيه بذور الخوف والرهبة تجاه اشياء مجهولة وغامضة.


حطم الشبح الوهمي: 

فيا ايها الانسان المؤمن افترس الخوف المفرط قبل ان يفترسك... حطم هذا الشبح الذي يلاحقك قبل ان تقدرو شبحاً اخر.

الى متى ستظل تتهرب من الاعمال والمواقف، الى متى تستسلم لعوامل الخوف الوراثي التي وقعت عليك، حتى الحيوان الفاقد للارادة يتحدى ويقاوم، فكيف بالانسان الذي كرمه الله عزوجل على كثير من خلق؟.


كيف تنزع الخوف؟

اذا اردت ان تنزع الخوف من ذاتك فاقرأ عن الابطال لا عن الجباء، واذا قرات عن الابطال أقرأ عنهم في لحظة صمودهم ومواجهتهم وليس عن مأساتهم فقط.

ان الذين يقرأون عن الجبناء او يأخذون جوانب المأساة من حياة الابطال وتجرعونها انما يبحثون عن شركاء لهم في جبنهم ليتكامل تبريرهم.

وهذا ما تراه عندما تسال شخصاً لماذا تراجعت عن هذا العمل؟ يقول ان فلاناً ايضاً تراجع.


نحو القضاء على الخوف:

قد تولد ايها الانسان محملاً بالخوف المفرط الذي ورثته، وقد تلاقي صنوف التربية التعيسه وتعاصرها.. ولكن مع ذلك فانك لا تزال تملك الارادة القادرة على قلع جذور الخوف، وان تصرع شبحه، فاذا كنت تريد التخلص من شبح الخوف المفرط، فاليك المنهج الذي يساعدك في قلع جذور الخوف: تشخيص الخوف، الإيحاء بالبطولة، اقرأ تاريخ الابطال، للتضحية والاقدام، تحجيم الدنيا.





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة