وقفة مع كتاب (النجف الأشرف .. آفاق وذكريات)...
المقدمة:
(النجف الأشرف .. آفاق وذكريات) للدكتور زهير غازي زاهد، وهو أستاذ جامعي متقاعد وشاعر وناقد من مدينة النجف. الكتاب من إصدارات المكتبة الأدبية المختصة لعام 2014 ويقع في 264 صفحة، والكتاب هو ذكريات المؤلف مع عدد من مجايليه ومعاصريه من الأدباء والشعراء والأكاديميين الذين ارتبط معهم بصداقة خاصة ومتميزة، أو من الذين ذاع صيتهم وشهرتهم فكانوا من أعلام مدينة النجف الذين يُشار لهم، وهم حسب التسلسل في الكتاب (صالح الجعفري، عبد الرزاق محي الدين، مرتضى فرج الله، محمد كاظم الطريحي، مصطفى جمال الدين، صالح الظالمي، أحمد الوائلي، عبد الصاحب البرقعاوي، محمد بحر العلوم، صادق القاموسي، محمد حسن الطالقاني، محمد حسين الصغير، محمود البستاني، عبد الإله الصائغ، محمد حسين الأعرجي، عبد الأمير الحُصيري، محمد حسين المحتصر، كاظم البياتي، هاشم الطالقاني) وهؤلاء سمّاهم المؤلف (أجيال ما بعد النهضة).
مقدمة الكتاب:
جاء في مقدمة الكتاب للمؤلف في معرض تعريفه للكتاب: (هذه أطياف وذكريات في هذه المدينة التي ترتسم فيها ملامح التاريخ تراثاً وإنساناً وأصداء .. لم أشأ أتوسع بالحديث عن الآفاق والذكريات وإنما أردت هنا أن أكون فيها ومن ضمنها، لألقي ضوءاً على حياة وملامح جملة من أطيافها) ص9 .. وقبل أن يسترسل المؤلف في ذكرياته مع هؤلاء الأطياف، كانت له مقدمة قاربت من الخمسين صفحة عن الحياة الأدبية والعلمية والفكرية لمدينة النجف من بداية القرن العشرين إلى ما بعد ذلك .. والكتاب بمجمله هو عن ذكريات المؤلف مع هؤلاء الأعلام ولقاءاته معهم سواء في النجف أو بغداد أو في المهجر.
ولنا على هذا الكتاب ملاحظات، أهمها:
1ــ لم أجد في الكتاب
منهجية واضحة، تتماشى مع ما يحمله المؤلف من شهادة أكاديمية.
2ــ لم يشر المؤلف
إلى مؤلفات هؤلاء الأعلام لكي يقف القارئ عليها، مع أن جميعهم لديهم مؤلفات كثيرة ومهمة أثرت المشهد الأدبي والنقدي في العراق بل تعدّت إلى الخارج أيضاً.
3ــ كرّر المؤلف عدداً من المعلومات
لأكثر من مرة، مما بعث الملل عند القارئ ومنها (تأسيس جمعية الرابطة الأدبية في عام 1932 وجمعية منتدى النشر في عام 1935 ، الحديث عن الأجيال الشعرية في مدينة النجف، مشاركته في تأسيس ندوة الآداب والفنون المعاصرة في عام 1966، المهرجان الذي أقامته ندوة الآداب والفنون المعاصرة في عام 1970 ، ومعلومات أخرى).
4ــ أقتصر المؤلف في ذكرياته مع معاصريه
على لون أدبي واحد وهو الشعر، فلم يكن لبقية الأجناس الأدبية الأخرى أي وجود كالقصة والرواية والنقد والصحافة والمسرح، فلم يخصص لموسى كريدي أو حميد المطبعي أو جعفر الخليلي أو زهير الجزائري أو رزاق إبراهيم حسن أو مهدي النجار أو غيرهم من الأعلام الأدبية والثقافية النجفية أي فصل كما فعل مع غيرهم.
5ــ جاء في الصفحة 36 من الكتاب
وهو يشير لحادثة مقتل الضابط الانجليزي الكابتن مارشال في مدينة النجف: (ولكنها حوصرت – أي النجف – مدة خمسة وأربعين يوماً بجيش الانجليز ثم دخلها بعد قتال سنة 1917) والصحيح أن تلك الحادثة المشهورة كانت في عام 1918 وليس 1917.
6ــ وجاء في ص79 من الكتاب:
(ثم جاء صحفي مصري هو صاحب "جولة في ربوع الشرق الأوسط" فخرج من النجف يهاجمها، لأنه قد جلس في أماكن غير لائقة في المدينة) والصحيح أن اسم الكتاب هو (جولة في ربوع الشرق الأدنى) وليس الشرق الأوسط، والمقصود بالصحفي هو المدرس المصري محمد ثابت الذي زار النجف عام 1934 ضمن رحلته تلك، وكتب عنها عبارات سيئة وكاذبة وملفقة تلقفها من التاريخ المزوّر من دون تمحيص ولا تدقيق ولا تحقيق.
7ــ جاء في الصفحة 182 من الكتاب
عند إشاراته للشيخ أغا بزرك الطهراني: (حتى وفاة الشيخ سنة 1969) والصحيح أن وفاة الشيخ الطهراني كانت في عام 1970 وليس 1969.
8ــ جاء في الصفحة 236 في الفصل الخاص
بالشاعر المتمرّد عبد الأمير الحُصيري، عند الإشارة إلى تاريخ مولده ووفاته: (1945 – 1987) والصحيح أن ولادة الحُصيري كانت في عام 1943 ، أما وفاته فكانت في عام 1978.
9ــ جاء في الصفحة 237 من الكتاب،
في حديثه عن المقاهي التي يرتادها الشاعر عبد الأمير الحُصيري: (وبعض المرات مقهى البلدية في نهاية شارع المتنبي من جهة الميدان) والصحيح أن موقع مقهى البلدية هو نهاية شارع الرشيد من جهة الميدان.
10ــ جاء في الصفحة 255 في حديثه عن أعضاء
(ندوة الآداب والفنون المعاصرة) التي تشكّلت في النجف عام 1966 : (وكان معي في الندوة الأستاذ عبد الإله الصائغ، وعبد الأمير معلة، وموسى كريدي، ومحمد الجزائري ..) والصحيح هو زهير الجزائري الذي أصبح لاحقاً روائياً وناقداً.
11ــ وجاء في الصفحة 256 من الكتاب
عند حديثه عن مجلتي (عبقر) و(الكلمة) : (وفي سنة 1969 وبعد انقلاب 1968 أجيزت حلقة "الكلمة" وصارت باسم مجلة) والصحيح أن مجلة (الكلمة) ومؤسسها الراحل حميد المطبعي ورئيس تحريرها الراحل موسى كريدي، حملت اسم مجلة في عام 1968 وليس 1969 كما جاء في الكتاب، بعد أن صدر منها تسعة أعداد سابقة تحت عنوان حلقة، وعندي العدد الأول منها وهو يحمل عنوان مجلة في أول صفحة (الكلمة مجلة تعنى بالأدب الحديث تصدر كل شهرين مؤقتا)، وتاريخه كما جاء في صفحة الغلاف (العدد الأول أيلول 1968 السنة الأولى). كتبها السيد عبدالله الميالي.
إرسال تعليق