U3F1ZWV6ZTM3NDI4MTc4MTgxNzE1X0ZyZWUyMzYxMjkzMTI0MzgyNg==

مع كتاب سليم بن قيس

 مع كتاب سليم بن قيس....


هناك أسبابٌ تجعلنا نقف عند كتاب سليم بن قيس:

السبب الأوَّل:

 تقديمه صوراً غيبية من خلال منظور الشيعة، واستثماره إياها انطلاقاً من مبدأ الولاية والبراءة، وقد سعى سُليم بن قيس إلى بيان حقِّهم في الخلافة، بعد ما ذهبت إلى الطرف الآخر، فتكون صور الغيب المتخيلة تلك حقائق ثابتة متينة، عندما تُسنَد إلى أحد من الأئمة، وقد التقى سليم بمجموعة منهم.

السبب الثاني:

 إن الكتاب معتمَد عند الشيعة بصفته "أبجد الشيعة وسرٌّ من أسرار آل محمدَّ"، ومن لم يكن عنده، فلا يعلم من أمر الشيعة شيئاً، وهو أحد الأصول الأربعمائة المرويَّة عن أئمة أهل البيت، بصفته كتاباَ معروفاً معتبراً طوال أربعة عشر قرناً، وليست شهرته محصورة بالشيعة، فهو معروف عند غيرهم، نقل منه المسعودي (ت 346 هـ)، وذكره ابن النديم (ت 385 هـ) من حيث شهرته، وأنه أوَّل كتاب ظهر للشيعة.


السبب الثالث: 

تشكيك الشيخ المفيد وابن الغضائري في الكتاب. 

ربمَّا تسوَّغ مناكير الكتاب بأخطاء تقع في الكتب، من المؤلف أو الناقل أو الناسخ، ولكن التخليط والتدليس عند الشيخ المفيد، والتشكيك في نسبة الكتاب عند ابن الغضائري، مما يشير إلى أن الكتاب ظهر تعبيراً عن رأي الشيعة الاثنا عشرية الذين يرون أن الأئمة اثنا عشر إماماً، وأنه تعبير عن موقف طائفة من المسلمين من أحداث التاريخ، وصورة من صور قراءتها للتاريخ.


وعليه يتضح :

ومن هنا فليست نسبته إلى سُليم بن قيس بذات أهمية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى قد يكون الكتاب متأخِّراً عن القرن الأوَّل للهجرة، إلى المدَّة التي ظهرت فيها نظرية الاثنا عشرية، بعد غيبة الإمام المهدي (329 هـ)، وذلك في القرن الرابع للهجرة، وفي الحالين، فاحتواء كتاب سُليم على سلسلة الأئمة الاثني عشر، بوصفهم حقائق مطلقة، سلَبَ من الأحداث التاريخية معناها، وقدَّم لها معنى شيعيِّاً خاصاً، وقد أسهم باعتماد روايات الشيعة عليه في صناعة الذاكرة والهوية الشيعيتين، حيث إنهما مقترنتان، تغذِّي الواحدة الأخرى، كما سنرى فيما بعد.

من كتاب: (متخيًَّل الغيب الإسلامي /4 . المتخيَّل المقدَّس، صناعة المتخيَّل المضاد في حديث الشيعة الاثنا عشرية). د. محمد كريم الكواز.



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة