U3F1ZWV6ZTM3NDI4MTc4MTgxNzE1X0ZyZWUyMzYxMjkzMTI0MzgyNg==

حب الذات وتأثيره في السلوك الانساني

 حب الذات وتأثيره في السلوك الانساني


المقدمة: 

منذ أعوام مضت، أخبرني أحد الأصدقاء بصدور الطبعة الأولى لكتاب (حب الذات وتأثيره في السلوك الانساني) لمؤلفه السيد محمد الصدر (١٩٤٣-١٩٩٩)  ولكنني في حينها لم تحصل لدي الرغبة في قراءته، وتمر السنين والأيام إلى أن حصلت لدي الرغبة في مطالعته وقراءته مؤخرا.


ما يطرح المؤلف:

   يطرح الشهيد الصدر وهو ابن إحدى عشرين سنة، نظرية شاملة في تفسير الدافع والسلوك البشري في كتابه (حب الذات وتأثيره في السلوك الانساني).

 وباختصار تفترض النظرية أن سلوكيات الإنسان الاختيارية نابعة من تأثيرات حب الذات، وليس المقصود بحب الذات هنا الأنانية بل يقصد منه ذلك الحرص الشديد الذي تسبقه الذات الشاعرة بنفسها على ذاتها، وأن الإنسان في سبيل المحافظة على ذاته قـد كرس جميع مواهبه وملكاته وشعوراته في خدمتها، فيكون من آثار ذلك أنها تـود لـذاتها الاستمرار في الوجود، وتبحث عن نوع خاص بها من الكمال[ الكمال هنا نسبي تابع لنظرتنا الشخصية].


القانون الذاتي لحب الذات:

ويرى المؤلف "أن القانون الذاتي لحب الذات هو مقتضى أو علة تامـة لجلب الخير إلى النفس ودفـع الـشر عنها، والاعتقاد بكل ما هو محبوب لديها، والتفكير بكـل مـا هـو راجـح في نظرها، وإبعاد كل ما هو مكروه عنها إبعاداً لا شعورياً تلقائياً، فحب الذات هو حب غريزي طبعي للذات، قد يتجلى في أقصى مظاهر الخير وأعظمها، إذا اقتنع الفرد بأن هذه المظاهر موافقة لمصلحته ولخبر نفسه، كما أنه قد يتجلى في غاية الشر والضرر ، عندما يعتقـد الفـرد أن مصلحته في الإجرام والاعتداء على الناس[مفهوم الخير والشر نسبي لدى كل منا] وبين هاتين الدرجتين سـلم طويل مـن الأوضاع البشرية الناتجة كلها عن حب الذات، حسب ما يحمله كل فرد من عقلية ومـن ثقافـة ومن أسلوب في النظرة إلى الحياة، ومن تشخيص لخير نفسه وما يوافق مصلحته، إلا أنه بعد التشخيص لن يتوانى الفرد عن الاندفاع نحوه بمقتضى حب ذاته، وبذلك قام المجتمع وانحفظت الحياة الإنسانية". 


ممن ينطلق:

  وينطلق المؤلف في تأسيسه لهذه النظرية عبر عرضها وتحليلها بوصفها نظرية ذات عامل واحد، فيستهل ذلك بمناقشة تقسيم فرنسيس بيكون للأوثان المؤثرة على الذهن، ثم يحلل جملة من النظريات ذات العامل الواحد في تفسير السلوك البشري كنظرية ماركس فرويد وادلر، ويرجعها جميعها إلى عامل رئيس واحد وهو حب الذات، ثم يتجه المؤلف إلى ربط النظرية بمفاهيم فلسفية، فنراه يبين تأثير حب الذات على الإرادة والاختيار ويحلل علاقة النظرية بمفهوم الجبر والتفويض والأمر بين الأمرين ومن ثم ينتقل إلى توضيح مبدأ التزاحم في الخيارات السلوكية الناشئة من حب الذات تجاه المثيرات والقوانين الوضعية والدينية.


في الفصل الثاني:

وفي الفصل الثاني من الكتاب يستعرض المؤلف تأثيرا حب الذات في جوانب الحياة المختلفة على المستوى الداخلي (التفكير) وعلى المستوى الخارجي من موضوعات متنوعة في الاجتماع والسياسة والاقتصاد والأخلاق والآداب والفنون.



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة