مكانه الانسان بين الموجودات...
لماذا اوجد الله الانسان؟:
لماذا اوجد الله الانسان؟ وما المراد من ذلك؟ وهل الانسان مخلوق كسائر المخلوقات.. تاكل وتشرب وتتناسل وتصارع من اجل البقاء والسيطرة على الاضعف؟.
لو رجعنا الى خلقة الانسان وقارنا بينه وبين سائر الموجودات لوجدناه الارقى والافضل جسداً وعقلاً.
عن الجسد:
فمن حيث الجسد فله ما يميزه عن سائر المخلوقات، فهو الوحيد من الحيوانات _ اي ذوات الحركة والروح _ يمشي بشكل عمودي، وله شكل متناسق، وفي احسن صورة.
اما عن عقله:
فهو المتفرد منهم في النطق باللسان، واظهار ما يختلج في باطنه على شكل حديث يواصله الى اسماع بني جنسه، وله القابلية على التفكير والتخطيط واستخراج كنوز الارض، وتسخير الاحياء والجمادات لخدمته..
وفاق على سائر المخلوقات:
وفاق الانسان بذلك على سائر المخلوقات، التي تسير طبق غريزتها ولا تحيد عنها، فكان جديراً بان يكون خليفة الله في ارضه، وهكذا اراد الله، فقال تعالى: "اني جاعل في الارض خليفه" فكان ادم "عليه السلام" ابو البشر، الذي يقول عنه سبحانه وتعالى: "لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم".
ولكن لماذا خلق الله الإنسان؟.
ولكن لماذا خلق الله الإنسان؟ ولماذا اعطاه هذه المكانه السامية بين كل الموجودات، بل وجعله سيداً عليها؟.
وهل قدر لحياته أن تكون كحياة البهائم، تدور بين الاكل والشرب والنوم والتناسب وحسب؟ ولا يختلف عنها سوي في اعتماد المدنية لتزويق حياته؟.
حياة الإنسان تختلف عن حياة البهائم:
حياة الإنسان لاشك تختلف عن حياة البهائم في كثير من الجواب،
واذا كان الله عزوجل قد خلق الانسان، فأحسن خلقه، وبوأه مكاناً علياً بين مخلوقاته، ثم علمه وهذبه وسخر له مافي السماوات والارض، فلاشك أن هذا المخلوق قد خلقها واعدها لأمر عظيم وهذا الأمر العظيم، الذي هو الهدف المقصود وراء ايجاد الانسان هو العبادة.
عبودية الانسان لله:
العلة التي من اجلها خلق الله الانسان هي العبودية لله وحده جل وعلا يقول الله تعالى في كتابه المنزل: "وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون".
وعن معنى العبادة يقول ابن منظور: ومعنى العبادة في اللغة الطاعة مع الخضوع. وكذلك يقول القرطبي في تفسيره: والعبادة الطاعة.
العبودية في القران:
هي ارتفاع بالانسان عن حالة السجود لما هو ادنى لعبادة الخالق الاعلى، وهذا يقع في باب تنزية الانسان وتكريمة من ان يعبد ظواهر الطبيعة، او المخلوقات البسيطة المُسخرة اصلاً للانسان، والارتفاع به الى مستوى يليق بخلقه... وفي العبادة تاكيد دائم لحقيقة الانسان وبيان متصل لدوره على هذه الارض.
الانقياد والخضوع:
والمراد بالعبادة الانقياد الكلي والخضوع المطلق بكل عمل اختياري يمارسة الإنسان في هذه الحياة لإرادته سبحانه.
فالعبادة غرض لخلقة الانسان وكمال عائد اليه، وهي ما يبتعها من الاثار كالرحمة والمغفرة وغير ذلك.
والله عزوجل لم يجبر الانسان على العبادة بل طلب منه ذلك، وجعل كل كامل الاختيار "لا اكراه في الدين"، "فمن اهتدى فلنفسه"
المعيار والطريق الامثل:
فالطاعة هي معيار عبودية الانسان لله سبحانه، واول مراحل الطاعة هي الايمان بالله والخضوع كاملاً لارادته وعدم عصيان اوامره، قال تعالى "امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله".
فمن سلك طريق العبودية فقد سلك الطريق الامثل للوصول الى رضوان الله سبحانه، واطمئن وقلبه وشعر بالسعادة وهانت عليه مصائب الدنيا. مُستل من كتاب هذا هو الحق.
إرسال تعليق