U3F1ZWV6ZTM3NDI4MTc4MTgxNzE1X0ZyZWUyMzYxMjkzMTI0MzgyNg==

الغيرة على الشرف.

 الغيرةُ على الشَرفِ.  


المقدمة:

يقولونَ عنْ عربِ الجاهليةِ الأولى بأَنَّهم كانوا لا يتماهلون في حفظِ الشَرفِ ولا توجدُ عندهم هوادةٌ في ذلك أبداً ، ولأجلِ صونها كان يرخصُ عندهم الغالي والنفيسُ ، بَلْ ولمْ يَقصروا حميتهم على أنفسهم فَحسبْ بل حتى على جارِهم وأقرباءهم كذلك حتى قال قائلُهم "ناري ونارُ الجارِ واحدةٌ" وهذا يعنيْ أَنَّ جاهليةَ الكُفر والضلال هِيَ أقربُ الى الأخلاق والعفةِ مِن جاهلية اليومِ ، والشارعُ والأسواق والأماكنُ العامةِ ببابِك أيُها القارئ . 


الغيرة في كل دمي:

مَعَ أَنّ الغيرة في كُلِ آدمي تُمثلُ جهاز المناعةِ الذي يُقاوم الرذيلة ويدفعُ عنهُ الدياثة، وهي أول مَعقِلٍ ركبه الله فيه .. كي يحفظَ بها نفسَه ويصون عِرضَه وكرامته مِن أنْ تنالها أيدي المُعتدين، حتى إنَّ الشرعَ الحنيف اعتبر مَنْ قُتل دونَ شرفِه ماتَ شهيداً، ولكنْ وبعدَ مُلابسة الإنسان للذنوب وانغماسِه فيها وإتيانه لُقمة الحرامِ وبعدَ ما جلبتهُ المُدنيةُ والعصرنة ومدى تأثُر الناس بِها ظناً بأَنَّها ثقافة اللاتي أفقدنه بصيرتَهُ وأهملنه ضوابطَ الدينِ والحياة.


فيما تنحسر الغيرة:

صارتْ تنحسرُ الغيرةُ في النفوس وتتلاشى يوماً بعد يومٍ وَما عادَ الناسُ كسابقِهم يستنكرون القبيحَ ، لِذلكَ شاع في ناديهم اللباسُ الفاضح والزينة الفاتنة والحركاتُ المشبوهة والعلاقاتُ المُحرمة وتعريضُ الشرف للإمتهان والتلذُذِ، وهيَ نتائج مُتوقعة مِنْ وسائل الإفساد كبعضِ المواقع الموبوءة والأفلام والمسلسلات الفاحشة ، التي صارت هي مَنْ يُعلم ويُربي وأربابُ الأُسر لَمْ يكُن لهُم عينٌ ولا أثرٌ ! 

من يحارب الرذيلة:

ولا أدريْ مْنْ يحمي الفضيلة ويُحاربُ الرذيلة وقد ماتتْ الغيرةُ ؟ والنبيُ صلى الله عليه وآله يَقُولُ "ما مِنْ عبدٍ يسترْعيه اللهُ رعيَّةً يموتُ يومَ يموتُ وهوَ غاشٌّ لرعِيَّتِهِ إلَّا حرّمَ اللهُ عليْهِ الجنَّةَ" لإنَّ الغيرة مِن الدين وَمَنْ لا غيرةَ لَهُ لا دينَ له، فإذا ذهبتْ إستحل الإنسانُ كُلَ مُحرم واستساغَ كُلَ خبيث، وصار أرذلَ خَلقِ اللهِ وأحطَ مِن البهائم لأنَّ فيها ما يغارُ على أُنثاه، ولا أقبح مِن إنسانٍ لا تتحرك حميتُه على أهله وذويه وهُم يخرجونَ عنْ الجادة.




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة