هل الإنسان قابل لمضاعفة حياته واطالة عمره؟
المقدمة:
نعم، أن الإنسان والحيوان قابل لمضاعفة حياته واطالة عمره بتوفير الغذاء المناسب والحياة الهادئة والظروف المواتية.ويتم ذلك بتوفير عنصر او اكثر من العناصر الاتية:
اولاً: توفير الغذاء بشكل متكامل صحياً
وطبياً.
ثانياً: توفير الصحة من الامراض مع تجنب
مضاعفات الادوية والعقاقير.
ثالثاً: توفير الانسجة الفعالة والغدد
النشطة باستمرار.
رابعاً: توفير الراحة النفسية، ودفع مسببات
الكدر في الحياة.
وكل من تتوفر له هذه العناصر فهو _ بلا شك _ طويل العمر بسعادة وهناء. فينبغي ان نتكلم في كل عنصر من هذه العناصر على حده.
العنصر الاول: توفير الغذاء بشكل متكامل صحياً
يقول الدكتور الشهرستاني: أن الغذاء الصحي
عنصرٌ اساسيٌ لحفظ صحة الفرد وتحسين حالته وطالة عمره. وقد يعزو الباحثون وعلماء
التغذية والصحة نسبة 43% من اسباب اطالة العمر عند المعمرين الى تناولهم الغذاء
الصحي طيلة حياتهم.
ويشترط في الغذاء الصحي ان يكون حاوياً على
العناصر الاساسية للطعام، وهي الزلاليات والسكريات مع النشويات والمواد الدهنية
والفيتامينات والاملاح والماء، بنسب ومقادير معينة حسب الاعمار والاعمال
والفعاليات والمناخ، وحالات الانسان في الحمل والرضاعة وادوار النقاهة .والويل كل الويل من سوء التغذية، فقد يجلب
اليع الضرر والمرض وقصر العمر.
العنصر الثاني: توفير الصحة من الامراض، مع
تجنب مضاعفات الادوية والعقاقير.
قال في المقطف: لماذا يموت الانسان؟ ولماذا
نرى سنيه محدودة لا تتجاوز المائة الا نادراً جداً، وغايته العادية سبعون او
ثمانون؟.
الجواب: ان اعضاء جسم الحيوان كثيرة مختلفة،
وهي مرتبطة بعضها ببعض ارتباطاً محكماً، حتى ان حياة بعضها تتوقف على حياة البعض
الاخر، فاذا ضعف بعضها ومات لسببٍ من الاسباب، مات بموته سائر الاعضاء. ناهيك بفتك
الامراض الميكروبية المختلفة، وهذا مما يجعل متوسط العمر اقل جداً من بعض السبعين
والثمانين، لاسيما وان كثيرين يموتون اطفالاً. وغاية ما ثبت الان من التجارب
المذكورة: ان الانسان لا يموت لأنه عمر كذا من السنين سبعين او ثمانين او مئة او
اكثر، بل لان العوارض تنتاب بعض اعضائه فتتلفها، ولارتباط اعضائه بعضها ببعض تموت
كلها. فاذا استطاع العلم ان يزيل هذه العوارض أو يمنع فعلها، لم يبق يمنع استمرار
الحياة مئات من السنين، كما يحيا بعض انواع الاشجار، وقلما ينتظر ان تبلغ العلوم
الطبية والوسائل الصحية هذه الغاية القصوى، ولكن لا يبعد ان تدنيها فيتضاعف متوسط
العمر او يزيد ضعفين او ثلاثة.
واذا كان الامل في العلم ضعيفاً في عصر صدور
المقتطف، فقد اصبح قوياً ومفهوماً في العصر الحاضر، واصبح العلم مستهدفاً لمثل هذه
الغاية فعلاً، وليست امراً شاذاً او مستنكراً.
العنصر الثالث: توفير الانسجة والغدد النشطة
الشابة باستمرار.
يقول الدكتور هاوزر: ان من العلماء من
أثبتوا بوجهٍ قاطع ان الحياة البشرية يمكن تمتد الى غير نهاية. فهذا هو الاستاذ
الروسي "كوليابكو" قد انتزع قلب جندي مقتول من داخل صدره واعاده الى
النبض بعد أن ظل ساكناً اربعاً وعشرين ساعة. وهذا هو الدكتور "بريو
خوننكو" قد رد الحياة الى جثة كلبٍ ميتٍ، بأن اعاد الدورة الدموية إلى الحركة
بمؤثر صناعي.
وذلك يدل على ان المادة التي جُبل منها
جسدنا، مادة خالد بفطرتها غير قابل للموت. ثم يذكر تجربة الكسيس كاريل من قلب
الدجاجة، ويقول: انه ثبت ان تلك القطعة ظلت حيةً نامية الى ما لا نهاية.
قال علماء اخرون في مقدمتهم البكتيري
"ميتشنيكوف" ان عمر الانسان هو عمر جهازه الهضمي، فالشيخوخة المبكرة
سببها وجود بكتيريات وفطريات متعفنة نتيجة تحلل المواد الغذائية في الامعاء.
واكسير الشباب عند هذا العالم هو تجنيد فطريات نافعة للقضاء على الفطريات الضارة
بالقنوات الهضمية. واكبر مورد لهذه الفطريات هو اللبن الرائب او الزبادي.
وهذا هو الطبيب الفرنسي "سان
بيير" يؤكد في كتابه المسمى اطالة العمر: ان عمر الانسان عمر دمه. وعيادة هذا
الطبيب في باريس الكعبة القاصدين في الوقت الحاضر، ملتقى طلاب اكسير الشباب.
إلى غير ذلك من الابحاث التي تؤكد امكان طول
العمر مع تنشيط او تغيير بعض اجزاء الجسم، الغدد او غيرها. واذا امكن ذلك مع
التغيير مرة واحدة، امكن ذلك مع التغيير والتنشيط عدة مرات، وفي عدة اجزاء من
الجسم.
العنصر الرابع: توفير الراحة النفسية، ورفع
مسببات الكدر في الحياة.
يقول العالم هوفلند احد العلماء الذين صرفوا
عنايتهم الى درس الحياة في كتابٍ وضعه وجعل عنوانه "فن اطالة العمر" في
كلام له: لا مشاحة في ان العمل والعادات والاعتدال من العوامل الرئيسية لإطالة
العمر. فالأفراط في كل امرٍ ، مع الانحراف عن النظام الطبيعي، نما سبب تقصير
اعمارنا.
ومن رأي البعض: ان العبودية هي السبب الاهم
في تقصير العمر، العبودية للشهوة والتقليد والبطالة والزي. فاذا حاولنا التملص من
عبودية المدينة الحاضرة، والانصراف الى كل ما هو قانوني وبسيط، يمكننا مع الاعتدال
ان نعيش مائتي عام، بشرط اخر: هو ان لا يكون علينا استحقاقات شهري ولا مسؤولية
عقلية تقضي على سلام حياتنا.
الخاتمة:
فهذه اهم العناصر التي يمكن توفيرها للحيوان
عموماً وللإنسان خصوصاً لكي ينال بها طول العمر. وقد سمعنا الان من تأكيد
الاختصاصيين أن كل عنصر من هذه العناصر كافٍ وحده لإطالة العمر ردحاً من الزمن فوق
العمر الطبيعي. فاذا اجتمعت هذه العناصر كلها وطبقت بدقة وانتباه، كان ذلك منتجاً
لارتفاع سني العمر الى امد بعيد. مُستل من كتاب: هل الامام المهدي طويل العمر، ص 82
ومابعدها.
إرسال تعليق