على حافة الرحيل... عبد الإله الشبيبي

 الشيخ بهلول السجين الحر والمجاهد المُلهِم 

المقدمة:

الشيخ بهلول ، هكذا عرفه الناس منذ ارتقاءه المنبر للوعظ والارشاد حتى اعلانه الثورة في مشهد المقدسة على الشاه المقبور رضا بهلوي ومن ثم تعرضه للتشريد والملاحقة والتنقل من سجن لآخر .

مولود في كناباذي:

الشيخ محمد تقي البهلول الگناباذي المولود في گناباذ احدى مقاطعات محافظة خراسان في 1311هجرية الموافق 1893 ميلادي وتوفي في طهران في 2005 ميلادية قضى منها ثلاثين عاما في سجون افغانستان وحدها بعدما فر اليها لاجئاً سياسياً فمنحته اللجوء في سجونها ثلاثين عاماً بتمامها وكمالها!.

حياة ملهمة:

حياة هذا العالم الفذ ملهمة لغيره واصراره على مواجهة الانحراف عن الدين تحت مختلف الظروف حجة على المتكاسلين والخاملين والمتسامحين مع مظاهر الفسق والفجور واقصاء الدين من حياة الانسان، لقب بالبهلول لان تصرفاته ومواقفه اقرب الى الجنون منها الى العقل كما يتصور الحمقى!

أزائر انت ام دارس؟.

كانت بداية شهرته عندما ندد بقرار  الشاه المقبور  محاربة الاسلام بفرضه للسفور ونشره لحانات الخمر والرذيلة في إيران ليواجه بطش السلطة وسخطها بثورة شعبية انتهت باعتقاله ومن ثم اطلاق سراحه بعدها ليقرر الهجرة الى العراق امتثالا لامر والده الذي اشار عليه لمواصلة دروسه الحوزوية في النجف الاشرف حتى بلوغه رتبة الاجتهاد وبعد عشرة اشهر من التنقل من قرية لاخرى ومدينة لاخرى في ايران مع ملاحقة السلطات له مرة اخرى وصل كربلاء المقدسة  في اول شعبان المعظم ليلتقي بالمرجع الديني السيد ابي الحسن الاصفهاني (قدس سره) الذي سمع خطبه في كربلاء وصحبه معه الى النجف الاشرف ليرتقي المنبر هناك لعشرة ايام ساله بعدها السيد الاصفهاني: أزائر انت ام دارس؟

قال جئت لمواصلة درسي هنا فقال له السيد: أنا احرم عليك الدرس لان الفقهاء كثر لدينا وليس بيننا خطيب وواعظ مثلك! عد لايران وواصل جهادك ضد الشاه فامتثل امر السيد وعاد الى موطنه ليعرض على زوجته الطلاق حتى لايكون جهاده سببا في اذاها ثم خطبها بعد انتهاء العدة وزوجها لمؤمن يعرفه ويثق بدينه!.

معلماً ومربياً:

اعلن التمرد والرفض وقاد ثورة على الشاه في مشهد المقدسة انتهت بهجرته لافغانستان حيث دام سجنه هناك ثلاثين عاما تنقل خلالها في مختلف السجون لكنه كان في سجنه معلما ومربيا وملهما وآمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر كان يعمل ويوزع مايكسبه على الفقراء ولاياكل الا ثلاث وجبات من الطعام كل يومين وطعامه كان من الخبز واللبن والفاكهة فقط فلم يذق طعم اللحم والرز طيلة حياته!

كان حافظاً:

نقم عليه في افغانستان العلماء الفسـ...قة ايضا لانه كان يلقي درسه مجانا وكان حافظا للقرآن الكريم وتفسيره وللمطولات من الادعية.

حياته ومذكراته التي دون فيها تجربته الجهادية والسياسية درس جهادي واخلاقي عظيم الاهمية واتمنى ان يقرأها كل مؤمن رسالي.

وفاته:

توفي في 2005 بعدما عاش حوالي 112عاماً وكان آخر حياته متجها لمساعدة المنكوبين في مدينة بم اثر الهزات الارضية التي تعرضت لها فاصيب بضربة في راسه ادخل على اثرها المستشفى ليفارق الدنيا راضياً مرضياً 

تغمده الله تعالى بواسع رحمته واسكنه فسيح جنته. كتبها الشيخ صادق الحسناوي.