الحُسين عليه السلام حيٌ لا يموت...
المقدمة:
يقول السيد الصدر: "فان الذكرى اذا لم تجدد واذا لم يتعهدها المخلصون بالسقي والرعايه واذكاء الاوامر، فانها سوف تبلى وتضمر وتذهب حيويتها من النفوس، في حين لابد لي ثورةٍ كثوره الحسين الكبرى ان تبقى حية في داخل كل نفس مؤمنة، متيقظة في كل ضمير، تؤثر اثرها وتنشر نورها وتزرع ثمارها ومبادئها في ربوع النفس، ليكون كل مؤمن ومؤمنة في كل عام وكأنه يعيش مع الحسين واصحاب الحسين في يوم مقتلهم، يحس باحساسهم، يشعر بشعورهم ويقتبس من موقفهم ذلك، الموعظة البالغة والرشاد".
ذكرهم خالداً:
أبو عبدالله الحُسين "عليه السلام" مِن زُمرة أقدموا على كأس الشهادة فشربوا مِن عين الحياة، فتجلى فيهم أسمُ الحي الذي لا يموت بعد أنْ عرفوا معناه وتخلقوا به، فأبى الحق سبحانه وتعالى إلا أنْ يكون ذكرهم خالداً في الذاكرين، وهو مِن كمال عناية الله بإهل طاعته والذين جاهدوا في سبيله بعد أنْ بذلوا أنفسهم وما يملكون في إعلاء كلمته وإحياء دينه.
بيان الحقائق الواقعية:
وكتاب الله بين أيدينا يرفع جهلاً ويدفع وهماً عنْ صدور المؤمنين في بيان الحقائق الواقعية التي غابت معرفتها عنْ كل مَنْ قصُر نظره على المادة والماديات بقوله تعالى (وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) بأنَّ أهل الله الذين ذابوا في طريق الحق أحياءٌ في جوار المليك المُقتدر لمْ ولنْ يموتوا.
ذاكرة الإنسانية:
ما دامهم كسروا سَورة أنفسهم وخالفوا هواهم طاعةً لإمر مولاهم ، وهي إشارة واضحة إلى عدم محدودية وجودهم وتأثيرهم على الوجود، لأنَّ الإنسان بروحه لا بجسده.
وهذا إمامنا السبط "عليه السلام" شاء اللهُ أنْ لا تغيب ثورته المعطاءة عنْ ذاكرة الإنسانية وتظلَ السرائر النقية أوعيةً حاملةً لها تُحافظ عليها مَن الإندراس أو الإنحراف وتستجيبُ لإهدافها النبيلة.
في ضمير الواعين:
وما ذلك إلا لأنه "عليه السلام" كان يرفل بنعيم المعرفة بالله ويتلذذ حلاوة العبودية، وكانت روحه دائماً تتطلع سُرادقاتِ الملكوت الأعلى وسكناه الأبدية، وأنَّه كان يحمل قيماً عُليا ومبادئَ نبيلةً للغاية لا تخص طائفةً دون أُخرى أو مُجتمعاً دون سواه.. بل حركته كانت لكل الإنسانية، وهذا ما جعله حياً في نفوس الآدميين وشُعلةً مُتقدة في ضمير الواعين. كتبها المتعلم على سبيل النجاة.
إرسال تعليق