هل يعترف الدين بالوطن؟ وما هي طبيعة العلاقة بينهما؟
اليكم مجموعة من النقاط التي توضح كيفية ذلك، وتجيب على السؤال المطروح وباختصار وهي كالتالي:
اولاً:
الدين يعترف بالوطن، فالوطن حالة واقعية يعيشها الإنسان، والاسلام دين واقعي يقر كثيراً من المفاهيم الوضعية، والوطنية أحدها.
ثانياً:
الوطن مفهوم متعدد الدرجات، فهو مفهوم مطاط. فبيت الإنسان وطنه، وحيه السكني وطنه أيضا. المدينة التي يسكنها الإنسان هي وطنه (وهي الوطن بالمعنى الاصطلاحي الفقهي). كما ان الدولة التي يعيشها الإنسان هي وطنه، والإقليم الجغرافي وطنه أيضا، بل ان كوكب الأرض هو وطن الإنسان (خليفة الله في الأرض).
ثالثاً:
تختلف واجبات الإنسان تجاه الوطن حسب نوع الوطن، فواجبات الإنسان تجاه بيته تختلف عن واجباته تجاه الكرة الأرضية، وهذا واضح. ومن الواضح أيضا ان هذه الواجبات او الالتزامات قد تتعارض في بعض الأحيان، فتتعارض مصلحة البيت مع مصلحة الحي، ومصلحة المدينة مع مصلحة الدولة... وهكذا. لذا يتطلب التوفيق بين الالتزامات او الولاءات تقديم تنازلات نتخلى فيها عادة عن مصالح ضيقة لصالح مصالح أوسع
رابعاً:
الدين هو انتماء أيضا، يمكنك ان تسميه وطنا أيضا، لكنه يتميز بخصائص فريدة، منها انه انتماء حقيقي وليس اعتبارياً (يمثل هوية الإنسان، يبقى معه في الآخرة). ومنها انه انتماء اختياري لا إجباري، فانت تختار دينك بنفسك عن قناعة وإيمان (والا فلا يمكن أن تكون ذا انتماء للاسلام) في حين لا تختار وطنك او قوميتك.
خامساً:
الدين بما انه وحي إلهي، فهو مصدر للحق والباطل، معيار لهما. أما الوطن فهو مفهوم وضعي لا يمكن أن يكون فاروقا بين الحق الباطل، ولا معيارا للفضل والتمايز.
سادساً:
الخلاصة ان الإسلام يعترف بالوطن على اختلاف تعاريفه وحدوده، لكنه يشترط ان يكون الانتماء الى الوطن خاضعا للانتماء الإسلامي، مقيدا بالمعايير الإسلامية، لانه انتماء اعتباري غير حقيقي، ولأن الإسلام دين سماوي يضع معايير الحق والباطل.
إرسال تعليق