لا يوجـد غباء إنما تعدد مواهب وقدرات.
المقدمة:
في قصة يتداولها الكثير من الاصدقاء تحمل العديد من المعاني والعبر والاشارات، وتحاكي مفهوم الغباء والذكاء، وجهل المربي وعدم الحرص على استيعاب القاصر، والنظر إليه من منظار ضيق ومحدود، وقد عبر عن الغباء البرت اينشتاين بعبارة مقتضبة حيث قال: الشيئان الذان ليس لهما حدود، الكون وغباء الإنسان، مع أني لست متأكداً بخصوص الكون، أمران لا حدود لهما.. الكون والغباء البشري، مع أني لست متأكداً بخصوص الكون.
القصة هي:
جاء في القصة أن إحدى مديرية التربية في إحدى الاماكن قد كلفت احد المفتشين من مفتشيها بالقيام بزيارة لاحد المدارس التابعة لها، ليطلع على مسار العمل والدرس والإشراف على الوضع هناك.
في أحد الأيام قرر المفتش الذهاب الى تلك المدرسة، وفي الطـريق تعطـلت سيـارته مما اضطر إلى الوقوف والبحث عن مُصلح يجري لها تصليح، فوقف على قارعة الطريق حـائراً رافـعاً غطاء محرك سـيارته ولا يعرف ماذا يفعل والى أين يتجه.
بهذه الأثناء مرّ طفـل صغير يافع، فسـأله إذا كان يريد المسـاعدة ام لا، فقال المفـتش: وهل تفهم شيئاً عن السـيارات أو تستطيع اصلاحها وانت طفل صغير لا تقدر على ذلك؟.
فـردّ عليه بكل ثقة وعزيمة قائلاً والـدي يعمـل في إصلاح السيارات وهو ميكـانيكي وأسـاعده أحـيانا في هذا المجال، وقد اكتسبت منه نوع من الخبرة والإصلاح والمهارة.
فألقى الطفل نظرة على محرك السيارة وأخذ يقلب ببعض الأشياء فيها، وطلب من الاستاذ المفتـش مجـموعة من المفاتيح والأدوات البسيطه التي توجد لديه، وبعد مرور دقائـق من العمـل والنظرات، والمفتـش يراقب الوضع باندهـاش واستغراب، طلب منه الطـفل تشغيل المحـرك وتفحص السيارة، وفجأة عادت السـيارة للعمل والسير من جـديد، وكأن الطفل الصغير قد اصلح العطل ووقف على المشكلة وعالجها بما يملك من خبرات بسبطه.! شـكر الاستاذ المفتـش الطفـل، وسأله لماذا لم تكن في المدرسة مع الطلاب في هذا الوقت، لماذا تترك الدرس والحظور وتشارك الطلاب؟.
فقد أجاب الطـفل هو كسير الخاطر ومطأطأ الرأس بالقول التالي: لأن الاستاذ المفتـش سيزور مدرسـتنا هذا اليوم، ولأني الأكـثر غـباء في الصف كما يقـول المعلم الذي يشرف على تنظيم الصف والطلاب. فقد أمرني بعدم الحضـور لهذا اليوم وان ابقى في البيـت حتى ينهى المفتش زيارته.
الفكرة والعبرة :
العبرة من هذه القصة في بعض الأحيان وبطريقة مباشرة أو غير مباشرة يتـم بها اغتـيال المواهب ودفن القدرات وقتل القدرات. فالذكـاء والإبداع وإبراز الطاقات والقابليات ليس مقتصراً على فهـم سلوك أو منهاج دراسي محدد فحسب، وإنما بوضـع كل شخص بمكـانه المناسب والاستماع اليه واستقبالة والنظر لما يريد لتتجـلى إبداعاته ومهاراته الخاصة ويحتظن الطفل الموهوب صاحب القدرات وعدم زجه في خانه الغباء والجهل من النظرات الاولى أو من اول خطأ أو موقف يحدث معه، وان لا نحكم على بالغباء من الدرس الاول او اليوم الاول. فقد قيل : لا يوجـد غباء إنما تعدد مواهب وقدرات.
إرسال تعليق