وقفة مع السؤال المستهلك....
المقدمة:
لا أنسى المتشددين المسلمين الأربعة ذوي اللحى الطويلة والسراويل القصيرة الذين رأيتهم في المطعم، والذين حينما عرفوا اني من العراق سئلوا مباشرة السؤال المستهلك الضحل، الذي لا يسئله الحاذق الذكي، من وين أنت بالعراق .. ومباشرة... أنت شيعي ول سني؟
أجبتهم بكلمة واحدة وقطعت عليهم كل الطرق: لا فرق؟
النظرات الساهمة:
وجلست لطعامي مبتعداً عن حوار مؤكد أنه سيكون حوراً ملغوم ومفخخ، انزعجوا، وظلوا يسددوا نحوي نظرات ساهمة، فيها شيء من الانفعال والحقد.
مع الهندية:
هؤلاء الأربعة، ذاتهم بقضهم وقضيضهم، رأيتهم بعد يومين وقبل دخول المطعم يقفون مع فتاة هندوسية، تظهر اجزاء كثيرة من جسمها، يتلاطفون معها، وفي حركاتهم شيء من التودد واللطافة، أبتسمت وقلت في نفسي، لو ان هنالك مقياس للكفر فمؤكد أن هذه الفتاة الهندوسية ستتقدمني كثيراً (وفق معاييرهم طبعا)، لكنهم محترمين معها، والسبب، لأنها تمثل الدولة، فيها شيء من القانون، فيها الخوف، المساس بمشاعرها يعني العقوبة، يعني التأديب، يعني الاهانة، أما أنا وهم، فكلانا غرباء، لهذا تعاملوا معي بدوافعهم الحقيقية، بالسرديات التي تربوا عليها.
حلم الدولة المدنية:
لهذا، لا تنازل عن حلم الدولة المدنية، الدولة التي يسود بها النظام ليحترم الجميع، والذي فيها القانون لا يعذر ولا يرحم ولا يحمي المغفلين، الحلم الذي لا يأتي دفعة واحدة، بل بالتدريج، بالهدوء، والذي سيدخل القلوب من دون استئذان فيما بعد، وكنتيجة حتمية، لكنها ستتأخر، بسبب النزعة السايكوبوتية عند الافراد، والغنوصية التي أستفحلت بشكل ساحق امام العلم في السنوات السابقة، لكنها توقفت امام كورونا مثلاً، وكانت لها درساً بليغ!.
حال الشرق الأوسط:
عموماً، دائما ما اقول ياترى ماهو حال الشرق الاوسط لو لم تحتله وتحرره فرنسا وبريطانيا وتدخل اليه المدارس والطابعات والصحف؟ تخيل فقط وتأمل .. ماهو حاله؟. كتبها علي رمثان.
إرسال تعليق