U3F1ZWV6ZTM3NDI4MTc4MTgxNzE1X0ZyZWUyMzYxMjkzMTI0MzgyNg==

وقفة مع الدولة العميقة - Deep State

 وقفة مع الدولة العميقة - Deep State 


المقدمة: 

هو تحالف بين قوتين أو أكثر للتأثير على مؤسسات الدولة وتوجيهها لصالح هذه القوى في أوقات الأزمات والاستفادة من موارد الدولة خارج النطاق الوظيفي. 

وأوضح مصداق للدولة العميقة المسيطرة هي المؤسسات الاستراتيجية في الولايات المتحدة الامريكية، فقد لاحظتم كيف تتعاضد هذه المؤسسات لتقضي على أكبر الأزمات الداخلية التي تهدد النظام الامريكي وآخرها أزمة انتخابات الرئاسة الامريكية وكيف قوضت هذه المؤسسات نفوذ ترامب وأحالته الى رماد بين ليلة وضحاها. والمصداق الآخر الجلي للدولة العميقة هو تحالف التيار العلماني والنخبة العسكرية في تركيا لسنوات طويلة قبل تفكيك هذا التحالف إلى غير رجعة على يد تحالف جديد بين النخبة الإسلامية الصاعدة ورجال الأعمال الوطنيين. 


ليس أن تكون شبح سلبي او نفعي:

ويجب أن تلاحظ هنا أن (الدولة العميقة) ليس بالضرورة تكون كياناً شبحياً سلبياً أو نفعياً بل تقوم بوظيفة وطنية مقدسة. 

وعلى هذا الأساس لا يرتبط وجود الدولة العميقة في دولة ما أن يكون للأطراف التي تدير هذه الدولة وتستفيد منها مناصب وزارية أو درجات خاصة في النظام الوظيفي-كما يظن أغلب الناس، ومنهم نخب جاهلة - بل لديها تأثير على هذه المناصب والدرجات الخاصة والعليا والحساسة، 

ويكون التأثير على نوعين، 

الاول: التأثير عبر التهديد وذلك لقدرة هذه القوى على تجميد أو إنهاء أو تصفية كل من لم يتعاون معها وذلك عبر تجميع ملفات سلبية ضده. 

والثاني: التأثير التخادمي وذلك باغراء أصحاب المناصب الحساسة وخصوصا الأمنية والاستخبارية والقضائية بفتح الطريق أمام رغباتهم المتضمنة دعمهم في مشاريعهم وحياتهم الخاصة مقابل تعاونهم. 


في جمهوريتنا:

أما في "جمهورية الموزمبيق" فهناك محاولات متعثرة لاقامة دولة عميقة تهيمن على النظام وتدير المؤسسات خارج النطاق الوظيفي، وهذه المحاولات وأصحابها يتعرضون لضربات مستمرة بسبب غبائهم وتسرعهم في تنمية مسارهم العميق مما جعلهم مكشوفين للرأي العام والإعلام الدولي والمحلي وبدت أغلب تصرفاتهم كأنهم عصابات قذرة أو مافيات حقيرة. 


الدولة الموازية:

وهذا ما اضطرهم إلى الأنتقال لانشاء [الدولة الموازية] وإظهار قوتهم للعلن عبر تشكيل ذراع طائفي مسلح يهدد الدولة باستمرار ويوجه القضاء لايقاف اي محاولة للانتقال من المحاصصة اللامسؤولة وغير المنتجة الى مسار جديد يقوم على المحاسبة وتفعيل البرنامج الحكومي بدلاً من تقاسم الكعكة.


من يحميها: 

ويحمي هذه الدولة الموازية خطاب مؤدلج يخدع الاخوة الموزمبيقيين ويشوه باستمرار أي محاولة لبناء الدولة الوطنية لان قيام الدولة الموزمبيقية الوطنية وقناعة الناس بها يعني هدم الدولة الموازية وكف عدوانها على الشعب الموزمبيقي وتحرر المؤسسات الحكومية من هيمنتها وحصر ثروات البلد بيد مركز قوى واحد يحقق العدالة والرخاء. 

فالحديث عنها :

فالحديث عن "دولة عميقة" لا يجري في الاتجاه الصحيح بل هو للتغطية على تأسيس او تشكيل "الدولة الموازية" التي تريد ان تحل محل الدولة المنتخبة التعددية الحامية للشعب بالكامل. ومن يتحدث به بالشكل الذي يوضح بالاعلام حالياً سياسي مخادع وإعلامي مأجور أو منتفع ومواطن جاهل..وما خفي كان أعظم. كتبها د محمد نعناع.



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة