نحو مجتمع جديد ..
المقدمة:
واحد من الكتب التي تقرا اكثر من مرة رغم صدور طبعته الاولى في 1970 ، عندما قرانه للمرة الاولى كان الفضول المعرفي هو السبب الاول لقراءته مثلما كان حب الاطلاع على تركيبة الشعوب الاخرى وانقسام هويتها سببا آخر لاعادة قراءته بعدما اتضح ان (لبننة) العراق تمضي سريعا وبموجب الدستور مثلما عشعشت الطائفية في لبنان دستوريا بعدما كانت متلازمة مع السلوك الاقطاعي ومحاولات الاستحواذ على أراضٍ توسع نفوذ هذا الاقطاعي او ذاك .
مع ناصيف نصار:
ناقش ناصيف نصار الطائفية في لبنان في وقت مبكر جدا قبل اندلاع حربها الاهلية في 1975! وهو مايشهد للكاتب بعد نظره وعمق استشرافه ومع الفارق الكبير بين الرواية وبين النص الفكري فان هذا الكتاب تتجسد فصوله في رواية غادة السمان (بيروت 75) التي عدت هي الاخرى (نبوءة ) لحرب مقبلة تفترس المجتمع وينمو خلالها النفاق الديني والسياسي !!
بين الهويتين:
وإذ اسجل مقتي وكراهيتي للنزعة القومية التي ساهمت عبر تاريخها الممتد لاكثر من قرن في تشظي المجتمع سيما في العراق وحاولت جاهدة الانتصار للهوية الاممية المتخيلة على حساب الهوية الوطنية، فإن ناصيف نصار رغم اخلاصه لفكرة القومية وحصر عمله الفكري في التنظير لها ومعالجة اشكالاتها لكنه مفكر من طراز آخر يعتمد العقلانية والواقعية في تفكيره ولايحلق كثيرا في فضاء المخيال القومي وبالتالي فالقارئ مجبر الايتجاوزه وملزم باعادة قراءته ولكل ذلك وتحت شمس كانون الاول في العراق وصباحاته المشمسة عدت لقراءة كتابه (نحو مجتمع جديد ) ربما للمرة الثالثة !
نحو مجتمع جديد:
بعدما وقعت بين يدي طبعته السادسة الصادرة عن مركز دراسات الوحدة العربية في 2016 ، وهذه المرة ليس بدافع الفضول المعرفي او حب الاطلاع على تركيبة الشعوب الاخرى وتوزيعها الديموغرافي انما لاننا اليوم موضوعاً اساسياً من مواضيع هذا الكتاب ورؤيته للطائفية سواء الاجتماعية منها او السياسية. كتبها الشيخ صادق الحسناوي.
إرسال تعليق