U3F1ZWV6ZTM3NDI4MTc4MTgxNzE1X0ZyZWUyMzYxMjkzMTI0MzgyNg==

حسن حنفي، ثورة العقيدة وفلسفة العقل

 حسن حنفي، ثورة العقيدة وفلسفة العقل


المقدمة:

رحل اليوم  د . حسن حنفي الذي يصفه بعض الكُتّاب بأنّه آخر فلاسفة العرب من ذوي المشاريع الكبرى، بعد الجابري وحسين مروة والطيب التيزيني ومحمد آركون . 

 

الاستفادة:

  استفدّتُ كثيرًا من كُتبه ونظرياته، ابتداءاً من صدور مقدمة مشروعه الكبير " التراث والتجديد" ومقدمة في (علم الاستغراب) ومن (العقيدة إلى الثورة) وغيرها إلى آخر رمق في حياته وهو يكتب المقالات والكتب ويلقي المحاضرات بنفس ووثيرة عالية رغم الاعاقة والمرض.  


نظرية التأويل:

  كان بارعًا في نظرية التأويل وهو يكتب (مناهج التأويل، وتأويل الظاهريات) ، كما انه ابدع في حركية الاسلام وهو يكتب (من النص الى الواقع، والاسلام في العصر الحديث). متابعًا لكل نظريات الغرب، فكتب (قضايا معاصرة، وفي الفكر الغربي المعاصر).


الانحياز:

  رغم أنّه كان يتأثر بالفكر الغربي وينحاز لليسار، ظلّ يتفاعل مع الموروث العقلي من منطلقه الإسلامي، وجعل من الخلطة الشرقية الغربية ميزاناً للتقدّم، وعنواناً للتنوير.


من الالهيات إلى للانسانيات: 

  نعم قد لا تتفق معه في جملة من النظريات، لكن حاول حنفي أن يحوّل علوم الإلهيات الى علوم للإنسانيات،  في محاولة دؤوبه لوضع الفكر الإسلامي والعربي في سياقه الخاص، ونفي الوهم القائل إن تراث أوروبا هو التراث الإنساني، وإن أوروبا هي (المتن) وبقية الثقافات هي (الهامش).


أهم ملامح مشروعه بشكل مختصر :

- القراءة الانسانية لعلم أصول الفقه.

-الوعي التاريخي التأملي في قراءة الوحي المنطوق(القران) والوحي الشفاهي

(السنة)

- الوعي العملي لنظرية الاخلاق

- التوحيد ونظرية الانسان الكامل

- بيان العدالة بين الالهيات والانسانيات 

- جعل العقيدة ثورة في كل تفاصيلها 

- انحيازه للعقل وفلسفته (نظرية مقاصد الشريعة)

- مشروعه في علم الاستغراب في قبال علم الاستشراق وبيان المقلوب منه والحقيقي

-الحوار ضمن الخطاب الديني المعاصر 


رغم الاختلاف:

  رغم اختلافنا في تفاصيل هذا المشروع ، لكن جعلنا نفكّر جدّياً بإسلامنا وبواقعنا ، ويبقى في النهاية مفكّراً مسلمًا وضع عقله في خدمة مجتمعه ، وجعل فكره من أجل الانسان المسلم، تأثر بالغرب لكنه في النهاية لم يجعله النموذج النهائي المثالي .


حرص في الدفاع عن المقاومة: 

   وجدته في بعض المقالات حريصًا في الدفاع عن المقاومة ضد الاحتلال، والدفاع عن قيم الإسلام التي كرّمت الإنسان، وحرص أيضًا على مواجهة الاستبداد واعتباره مفهومًا اُلصق بالإسلام .


الخاتمة:

   قد يعتبر حنفي نقطة تفاؤل في عالم متشائم وومْضة أمل في ظلمات يأس . الرحمة والغفران لروحه. كتبها أسامة العتابي.



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة