كيف نتعلم الحب؟!...
المقدمة:
الحب: نشاط، وليس شعورًا سلبيًا، إنه "الوقوف" وليس "الوقوع" وبأشد الطرق عمومية يمكن وصف الطابع الإيجابي للحب بقولنا أن الحب هو العطاء أساسًا وليس التلقِّي.
ما هو العطاء؟
أكبر سوء فهم على نطاق متَّسِع، هو ذلك الذي يفترِض أن العطاء هو "التخلي عن" شيء، هو الحرمان، هو التضحية.
العطاء أكثر ابتعاثًا للفرح من التلقي، لا لأنه حرمان، ولكن لأن في فعل العطاء يكمن التعبير عن اتقادي بالحياة.
أهم مجال للإعطاء:
ومن يكن قادرًا على أن يعطي من ذاته فهو غني، وهو يعيش نفسه كإنسان يستطيع أن يعطي نفسه للآخَرين. إن أهم مجال للإعطاء ليس هو مجال الأشياء المادية، بل هو المجال الذي يكمن في العالَم الإنساني بصفة خاصة.
فماذا يعطي الإنسان للآخَر؟
إنه يعطي من نفسه، من أثمن ما يملِك، إنه يعطي من حياته. وليس هذا يعني بالضرورة أن يضحي بحياته للآخَر – بل إنه يعني أنه يعطيه من ذلك الشيء الحي فيه، إنه يعطيه من فرحه، من شغفه، من فهمه، من علمه، من مرحه، من حزنه – من كل التعابير والتجليات لذلك الشيء الحي الذي فيه.
الشعور بالحياة:
وهكذا بإعطائه من حياته إنما يثري الشخص الآخَر، إنه يعزِّز شعور الآخَر بالحياة وذلك بتعزيزه لشعوره هو بالحياة.
إنه لا يعطي لكي يتلقى، العطاء هو في ذاته فرح رفيع... العطاء يتضمن جعل الشخص الآخَر معطاء أيضًا، والاثنان يشتركان في فرح ما قد حملاه إلى الحياة.
الخاتمة:
في فعل العطاء يولد شيء، وكلا الشخصين يكونان شاكرين للحياة التي تولد لهما كليهما. ويعني هذا بالنسبة للحب أن الحب قوة تنتج الحب.
إرسال تعليق