شعارات الحسين في تبرير مخطّطه
المقدمة:
كان الإمام الحسين عليه السلام عندما يُلقي
شعارات هذا التخطيط على هذه الاُمّة الإسلاميّة المهزومة أخلاقيّاً، المهزوزة
روحيّاً، المتميّعة نفسيّاً، الفاقدة لإرادتها، كما يصفها السيد محمد باقر الصدر،
حينما كان يلقي شعارات هذا التحرّك على هذه الاُمّة لم يكن في كلّ إلقاءاته صريحاً
واضحاً محدّداً؛ وذلك لأنّه كان يجامل تلك الأخلاقيّةَ التي عاشتها الاُمّة
الإسلاميّة، أخلاقيّةَ الهزيمة، وهنا يقدم الامام مجموعة من الشعارات في تبرير
مخططه وأقدامه نحو العراق.
الشعارات هي:
الشعار الأوّل: حتميّة القتل:
كان يرد على من يطلب من ه العدول
عن القرار والذهاب إلى العراق: أنا اُقتل على كلّ حال، سواءٌ خرجت أم لم أخرج. إنّ
بني اُميّة لا يتركونني، ولو كنت في هامة من هذه الهوام لأخرجوني وقتلوني.
وكان يقول سلام الله عليه: أنا مقتول على
كلّ حال، والظواهر كلّها تشهد بذلك: الدلائل والأمارات والملابسات تشهد بأنّ بني
اُميّة قد صمّموا على قتل الإمام الحسين (عليه السلام)، ولو عن طريق الاغتيال، ولو
كان متعلّقاً بأستار الكعبة.
الشعار الثاني: غيبيّة
قرار التحرّك:
فقد تحرك الامام عليه السلام
وحسب هذا الشعار ضمن قرار غيبي فقد كان يقول عليه السلام: ولكنّي بُتُّ في هذه
الليلة فرأيت رسول الله (ص)، فقال: إنّك مقتول... يجيب بقرار غيبي من أعلى، وهذا
القرار الغيبي الصادر من أعلى لا يمكن لأخلاقيّة الهزيمة أن تنكره.
أنّ هناك قراراً من أعلى يفرض
عليه أن يموت، أن يضحّي، أن يقدم على هذه السفرة التي قد تؤدّي إلى القتل، وهذا
الشعار أيضاً كان ينسجم مع أخلاقيّة
الهزيمة، وهو في نفس الوقت شعارٌ واقعي.
الشعار الثالث: ضرورة
إجابة دعوات أهل الكوفة:
فقد أرسل له أهل الكوفة وساداتها
مجموعة من الكتب وعلى إثر ذلك رفع الامام هذا الشعار الا وهو: إنّي قد تلقّيت من
أهالي الكوفة دعوةً للذهاب إليهم، وقد تهيّأت الظروف الموضوعيّة في الكوفة لكي
أذهب، ولكي اُقيم حقّاً واُزيل باطلاً.
فكان الامام عليه السلام يعكس ويفسّر سفرته
على أساس أنّها استجابة وأنّها ردّ فعل، وأنّها تعبير عن إجابةِ طلب، عن أنّ
الاُمّة تحرّكت وأرادت، وأنّه قد تمّت الحجّة عليه، ولابدّ له أن يتحرّك.
الشعار الرابع: ضرورة الثورة ضدّ السلطان الجائر:
فكان عليه السلام يعمل بما يملي
عليه دينه والسير بسيره جده رسول الله ص : من رأى سلطاناً جائراً يحكم بغير ما
أنزل الله، فلم يغيّر من ذلك السلطان بفعل أو قول كان حقّاً على الله أن يدخله
مدخله.
الخاتمة:
بهذا الشعارات قد ألقى على القوم جميع
الحجج، فكان إلى جانب تلك الشعارات التي يسبغ بها طابع المشروعيّة على عمله في
مستوى أخلاقيّة الاُمّة، كان يعطي أيضاً باستمرار ودائماً الشعار الواقعيَّ الحيّ
الذي لابدّ وأن يكون هو الأساس للأخلاقيّة الجديدة التي كان يبنيها في كيان هذه
الاُمّة الإسلاميّة. المصدر: الحسين يكتب قصته الأخيرة، السيد محمد باقر الصدر،
ص141. بتصرف.
إرسال تعليق